العـــــدد 9464
الخميـــس 7 تشرين الثاني 2019
مرحلة جديدة للعمل الإعلامي رسمها السيد الرئيس بشار الأسد هدفها تأكيد شراكة الإعلام الرسمي في بناء البلاد وإعادة الإعمار والرقابة وقيادة الحوار ومحاربة الفساد وهذا كله يعكس رغبة سيادته في تجديد مسارات العمل الإعلامي، وخلق مناخات جديدة يمارس فيها الإعلام دوره ويعالج وجع المجتمع من خلال معرفته المسبقة بموطن الوجع.
في حديثه التلفزيوني الأسبوع الفائت أضاء سيادته على مجمل المشهد السوري وتشابكاته ودور القوى المؤثرة والفاعلة فيه داخلياً وخارجياً مسلطاً الضوء على الإعلام كأهم أداة في مكافحة الفساد وقيادة الحوار حول مختلف القضايا التي تشكل مجمل اهتمامات السوريين، وهو بذلك يوجه رسالة للإعلاميين أن يستعدوا لمرحلة جديدة تتوزع فيها الأدوار وتتكامل في إطار منظومة عمل تنموي وطني يشكّل فيها الإعلام الرسمي رافعة للوعي وقاطرة للحراك المجتمعي وصانعاً للرأي من خلال وضع الحلول و تقديم التصورات، وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية التي تركز على بناء البلاد وتكافح الفساد وتشجع المبادرات وغير ذلك الكثير.
لا يختلف اثنان على أنّ وسائل الإعلام من أهم عناصر البناء الاجتماعي والسياسي والثقافي نظراً للدور الذي تلعبه في عملية توجيه الرأي وبناء الوعي، كما وأنّ الخطط والبرامج والاستراتيجيات في الميادين كافة لا يمكن أن تجد طريقها إلى النجاح والتحقق مالم تتوفر البيئة الاجتماعية والثقافية الحاضنة، وهنا أيضاً يعوّل على الإعلام أن يخلق البيئة السليمة ويهيئ ظروف نجاح الخطط والبرامج وأن يكون رقيباً وسيفاً مسلطاً على كل من يضع العصي قصداً أو عمداً في وجه تنفيذ الاستراتيجيات العامة.
حديث السيد الرئيس وضع الإعلام الرسمي أمام تحديات مستجدة وعاجلة تتطلب نمطاً جديداً من التعاطي مع قضايا الناس والمجتمع لا تفيد معه أساليب العمل التقليدية بل تتعداها إلى حالة تنتصر لإرادة الحياة وتعزز ثقافة العمل والإنجاز وتحارب ثقافة اليأس والإحباط والتشكيك بمؤسسات الدولة و بناء البلاد وتحارب الفساد والمفسدين.
إذاً نحن أمام مناخات جديدة للعمل الإعلامي تتطلب بناء قدرات الإعلاميين وتطوير مهاراتهم كي يبقوا في مقدمة مركبة المجتمع رأياً وموقفاً ولكي يبقى الإعلام رافعاً وحاملاً وجامعاً وخادماً لأغراض بناء البلاد وقيادة الحوار.
إبراهيم شعبان