العــــــــــــــدد 9463
الأربعاء 6 تشرين الثاني 2019
(تذكروا أين فقدتم حماسكم ) . .
كم تبدو جميلة هذه العبارة وهي تعزف على أوتار الروح، وتبدو حلاً سحرياً لكثير من تساؤلاتنا، تفتح الآفاق لعناوين مغلقة، وتعيد إلينا بريق أيام أكلها الصدأ !!
ماذا لو لم نقرأ؟!
ماذا لو لم نرسم أو نغني؟!
ماذا لو لم نتبادل الأسماء مع الشجر.. والألوان.. والقصائد؟!
ماذا لو توقفنا عند حافة هذا الوجع اليومي الذي يعترينا.. واستسلمنا لسجن روتينه الأبله.. وقلنا إنها المحطة الأخيرة ؟!
في كل مرحلة من مراحل العمر نحتاج الوقوف قليلاً عند منعطف، نراجع أنفسنا، ونكمل بكل إيمان وإرادة أننا سنكون أفضل إن أردنا …
ولأن الكتابة فعل انتظار في مقاعد الروح.. هي حقاً انتظار لما نحبه، لما نتمنى أن يكون، نلقي بأقلامنا الخضراء فوق بياض الورق، نعطي للغياب حضوره البهي، ونصغي لصوت موسيقاه يضج في أرجاء الفراغ، لتنبت حنطة القلب وترقص سنابله العصية !
على جدار أثير ننتظر لوحة معلقة.. ألوانها الحلم.. وحدودها المدى.. ونهمس لريشة الأيام أن تعتّق فرحها كنبيذ شهي!
في كل مرة، ومن غير قصد، أجدني مشدودة إلى رسالة «بلزاك» إلى أخته «لورا» وكأنني أقرأ مفرداتها للمرة الأولى:
( إنني جوعان يا لورا… هل تتحقق الرغبتان اللتان أصبو إلى تحقيقهما في آن واحد.. وهما أن أكون محبوباً ومشهوراً في الوقت ذاته ..) !!
منى كامل الأطرش