عــــرب المـــــلك… بلــــد الملـــــوك

العدد: 9462

الثلاثاء: 5-11-2019

 

قد كانت بلداً للملوك، شيّد قبلها وبجوارها بالسينين،القرية المذكورة بالتوراة والمسماة (سن الدرب) أو أوسنو وسوكاس حالياً.

طعمت العمارة الحديثة ببعض حجارتها التي استخدمها السكان المجاورون في تشييد المقابر الحديثة وبعض مباني بلدة بانياس.
(عرب الملك) ماهي اليوم إلاّ قرية صغيرة وادعة الضفة الشمالية لمصب نهر السن (11كم جنوب مدينة جبلة)،تأخذ مظهر جزيرة بيضاء وسط الحقول المحروثة والمزروعة والأشجار الخضراء،وتتميز من بعيد بمساكنها ناصعة البياض تتخللها الأشجار العالية ويتوسطها مسجد،يفصلها عن البحر جرف صخري (مشرشر) تدنوه عتبة بحرية صخرية وفيرة الحفر،وقد اندثر في جنوبها مجرى نهر السن الأصيل بعد أن حوّلت مياهه إلى أقنية الري المختلفة التي تروي عرب الملك والقسم الأكبر من سهول جبلة واللاذقية،كما شيّدت فوقه الطرقات الإسفلتية والحديدية.
بلد الملك،كانت تسميتها قبل سيادة اللغة العربية (بالتوس) ثم أخذت اسم بلد الملك،يخبرنا مدير آثار اللاذقية م. إبراهيم خيربيك بكل هذا.
و(بالتوس) أخذت موقع مدينة فينيقية في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكانت عظيمة البناء محصّنة فتحها المسلمون عام سبعة عشر للهجرة،وسمّاها المؤرخون العرب( بُلده) استولى عليها الصليبيون إلى أن حررها صلاح الدين الأيوبي في القرن الحادي عشر للميلاد،وكان قد شيّدت قلبها وفي جوارها كل من بالسينين المذكورة في التوراة والمسماة حالياً سن الدرب وأوسنوو سوكاس.
بلد الملوك بالتوس أخذت أهميتها التاريخية والأثرية من وفرة المناطق الأثرية المجاورة لها،ومن المعمورات التي مازالت مدفونة والمحتمل اكتشافها بجوارها تبعاً لمعطيات مدونة في الكتب القديمة والرقم.
ويشير م. خيربيك إلى أعمدة و باحات أرضية من الحجر الكلسي وجدران ومبان ترجع إلى العهد الروماني وجدت على منحدرات القرية البحرية.
وترّكزت آثار عرب الملك في الموضع المسمى حالياً ظهر المغار وجمع من منحدرات القرية (على شاطئ البحر) كسر فخارية يعود بعضها إلى القرن الخامس قبل الميلاد وغيرها ذات طابع فينيقي.
وعثر في شمالها الأثري على نصب جنائزي منحوت من الحجر الرملي المعروف في المنطقة ونقل إلى مدرج جبلة.
وعن النصب يحدثنا مدير الآثار: هو عائد إلى المدافن الرومانية ولكن لم يتم العثور عليه في مكانه الأصلي إذ إنه يمثل نصباً تذكارياً جنائزياً لإحدى الشخصيات الرومانية،ويأخذ شكلاً مشابهاً لواجهات الأبنية الرومانية،يعلو القاعدة نحت لعمودين من الطراز الأيوبي،تعلوهما واجهة مثلثية تحوي نصاً كتابياً باللغة اليونانية: (هذا نومينوس) وفي وسط النصب نحت لامرأة بوضعية الوقوف ترتدي ثوباً طويلاً يعرف بـ (بالتونيكا) وتضع يدها اليمنى على صدرها وتنسدل يدها اليسرى نحو الأسفل،ممسكة بها شيئاً غير واضح،أما الوجه فمفقود الجزء الأكبر منه وعنقها مزّين بطوق طويل ينتهي بقلادة صغيرة.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار