مســـــؤولية مـــن؟

العـــــدد 9461

الإثنين 4 تشرين الثاني 2019

هناك ظواهر في مجتمعنا تفشّت بشكل واضح وربما ازدادت بسبب الحرب على سورية ومنها ظاهرة العنف في مجتمعنا، وما نراه اليوم في الشارع والمدرسة والحديقة وفي أيّ مكان من أطفال غير آبهين بشيء من القيم والأخلاق يجعلنا نطرح السؤال التالي: هل يمكن للمدرسة أن تربّي هذا أو ذاك في ما عجزت عنه الأسرة بسبب التربية الخاطئة في البيت، وبخاصة في الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل.
خبراء علم النفس يؤكدون أنّ الفشل في التربية يعود إلى عدم إعطاء الأولاد الثقافة الصحيحة، والمشاعر الصحيحة.
في الغرب مثلاً كثير من الأهالي يتلقون الدورات ويقرؤون الكتب لمعرفة كيفية تربية أبنائهم ومنحهم الثقافة الصحيحة والمشاعر الصحيحة، أمّا عندنا فمعدّل تواجد الأب العربي مع أولاده أقل من ساعة يومياً وربما أسبوعياً، ناهيك عن كيفية قضائه لهذه الساعة، وعندنا مشكلة كبيرة في كمية ونوعية الوقت الذي نقضيه مع أبنائنا. السؤال المحرج نوجهه إلى الآباء: هل قرأت كتاباً حول تربية الأولاد أو دخلت دورة حول هذا الموضوع أو سألت خبيراً؟ أم أنك تتبع مبدأ التجربة والخطأ وتستعمل أبناءك كفئران تجارب لتكتشف الطريقة الأمثل للتربية، لكن بعد ماذا؟ بعد أن تكون أفسدت في تجاربك الفاشلة بالتربية في سابق الأيام إذ لا يمكن إصلاحه في المقبل من الأيام، ونقول لمن يُصمم على الزواج والإنجاب ـ ولا وقت ولا معرفة لديه بأسس تربية الأولاد ـ: مجتمعنا فيه ما يكفي من المجرمين والمنحرفين والمرضى النفسيين ولدينا اكتفاء ذاتي، ووصلنا إلى مرحلة أننا نستطيع أن نصدّر الكثير من هؤلاء، يا جماعة الزواج أمر مختلف جداً عمّا نشاهده في المسلسلات ونقرأه في الروايات ونسمعه في الأغاني، الزواج قد يكون مصدراً للسعادة لكن ليس بالضرورة أن يتحقق، الزواج مسؤولية ورسالة عظيمة تهدف إلى إنشاء جيل يتمتع بصحة نفسية وجسدية وقيم عُليا لينهض بمجتمعه، والمسؤولية قد تسبب المعاناة، لكنها معاناة تبقي للحياة قيمة وتجعلنا نرتقي من مستوى الغريزية إلى مرتبة الإنسان المسؤول.

منير حبيب 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار