الوحدة:12-9-2024
وسط حشد كبير جداً ملأ صالة جمعية العاديات باللاذقية، وضمن جو مفعم بمشاعر المحبة والتقدير والإعجاب بمسيرة الفنان جرجس جبارة، خاصة شخصية أبي نادر في ضيعة ضايعة، والتي استطاع جبارة من خلالها أن يلج إلى قلوب المشاهدين السوريين والعرب على حد سواء، كان الحوار الشيق للفنان المتميز بشخصيته العفوية السلسة، وصراحته المعهودة في أجوبته التي استعرض فيها سيرته الذاتية والفنية وعالم التمثيل..( الوحدة) حضرت الفعالية التي لم يشعر بها بمرور الوقت، وحول هذا النشاط كانت المقتطفات الآتية… بداية تحدث الفنان جرجس جبارة عن عائلته في حي مارتقلا ووالده الذي كان يعمل في نجارة الباطون ودراسته للهندسة الزراعية، فهو لم يدرس التمثيل، وإنما موهبته ساعدته في الظهور سواء في اتحاد شبيبة الثورة، فرقة المسرح العربي أو الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وبعض الأدوار البسيطة التي كانت تصور في اللاذقية (استديو المركز الإذاعي والتلفزيوني) ثم انطلق بأدوار مختلفة لها مساحة، وعرّفت المشاهدين به وإن طغت الكوميديا أكثر على أعماله خاصة في سلسلة النجوم وضيعة ضايعة، وهي كوميديا الموقف التي تعتمد على الفكرة.
أما الدراما السورية فهو يراها متقدمة على مستوى الوطن العربي، على الرغم من وجود بعض المطبات بسبب الأزمة التي مرت بها بلادنا، ويتوقع أن تكون الدراما السورية لهذا العام هي الأفضل، وهناك أعمال ستصور في سورية وأخرى في لبنان وتركيا، ليتجاوز العدد /13/ الأهم والأضخم إنتاجياً بعنوان: تحت سابع أرض.
وعن سلسلة باب الحارة أشاد بالجزأين الأول والثاني، ثم تراجعه على الرغم من نجاحه تسويقياً ومشاهدته عربياً ووصوله للجزء /13/، برأيه المرأة في ذلك الوقت كان لها شأن وكان هناك الكثير من الصالونات الثقافية المعروفة في سورية بأنشطتها، بالمقابل يرى جبارة أن مسلسل “الواق الواق” ظلم تسويقياً، ولم ينجح جماهيرياً على الرغم من حمله لأفكار عميقة فهو يجمع /17/شريحة مختلفة اجتماعياً وثقافياً بشخوص ومكان افتراضيين، يحمل رسائل وجدانية وسياسية وتاريخية وحضارية وفكرية، لكنه لم يحقق نسب مشاهدة عالية، بعكس ضيعة ضايعة الذي حقق نسب مشاهدة عالية جداً سواء داخل وخارج سورية، وهو أيضاً يحمل أفكاراً عميقة جداً ضمن مكان وشخصيات افتراضية وسط طبيعة خلابة استقطب الآخرين سياحياً.
* وعن أجور الممثلين وانتقاء الأدواء فهو يعود للمخرج وللمنتج، وأحياناً يفوق أجر الممثل المخرج مثل الفنان تيم حسن، أما هو فينتقي الأدوار التي تحمل الفكرة الإنسانية الجميلة، وهذا لا يعني محو الأعمال الأخرى، وأحياناً يقبل بعض الأعمال دون قناعة تامة. وأشار جرجس إلى أن المنتج تاجر يهمه الربح القائم على الثقافة الدرامية، فهو ليس فناناً أو أديباً إلا ما ندر، فالمنتح لديه أرقام ضخمة لا يغامر فيها، يهمه الواقع التسويقي. كذلك الأمر بالنسبة للكتابة اليوم، فكاتب السيناريو يكتب بتوجيهات المنتج، أي لا يكتب لمجرد عرض أفكار معينة، وإنما يكتب بما تقتضي الحالة التي سيسوق لها المسلسل.
بشكل عام هذا حال القطاع الخاص و القطاع العام في سورية مريض بحاجة إلى دواء وطبعاً بسبب الظروف والأزمة في سورية، على الرغم من أهميته ومن تحقيقه لفرص كثيرة لجيل الشباب.
* وعن فارق الأجيال في العمل الفني أوضح جبارة أنه يوجد تعاون جميل جداً بين الأجيال، وهناك مواهب شابة جميلة جداً لها مستقبل واعد منها خريجي معهد ومنهم مواهب فقط.
* أخيراً: أشاد الفنان جرجس جبارة بالمخرجين السوريين، فهم الأهم في العالم العربي، هناك المخرجة رشا شربتجي والمخرج ليث حجو وغيرهم كثر، كما أشاد بالكتّاب السوريين.
* بقي للقول:
قدّم الفعالية الأستاذ: بسام جبلاوي / نائب رئيس جمعية العاديات باللاذقية/ بقوله: فيما تتوهج الشمعة الأولى بعد المائة من عمر العاديات نرحب بابن اللاذقية – ابن راميتا – وما زيدا – ابن لوكي أكته وجوليا- وسبتيميا- ابن المدينة العتيقة- وألف عامود وعامود – ابن مدينتنا البار الفنان القدير أ.جرجس جبارة بكم نرحب يا سيدي أبا نادر ويا سيدي أبو نجيب وأبي هلال..
في الختام كرّمت إدارة الجمعية مع عدد من الأدباء والفنانين والأكاديميين الفنان القدير جرجس جبارة بتقديم شهادة شكر وثناء وتقدير لما قدمه جبارة من جهود متميزة في خدمة وتوثيق التراث الوطني والإنساني عبر مسيرته الفنية الحافلة.
رفيده يونس أحمد