أوغاريت مركز ثقافة العالم القديم في عاديات طرطوس

العدد: 9460

الأحد: 3-11-2019

تقول رسالة من الرب بعل إلى الربة عناة في نص مكتشف بأوغاريت، يعود إلى 144 قبل الميلاد:
عودي إلي من أرض المعركة
ازرعي المحبة بالأرض
اغرسي السلام
لتسرع قدماك نحوي
سأخبرك قولاً يردده الشجر وتهمس به الحجارة
تجيب البتول:
سأعود إليك من أرض الملحمة
سأزرع في الأرض الوئام
سأغرس السلام في كبد الأرض
من أرض الملحمة
سأزرع الحب في الأرض
أوغاريت، المملكة التي اكتشفت عام 1929 من قبل عالم الآثار الفرنسي كلود شيفير، أو (أوجاريت) المشتق من أوجارو وتعني الحقل باللغة الأكادية، كانت موضوع جلسة جمعية العاديات بطرطوس الأخيرة، التي استضافت الدكتور الباحث، والأديب نزيه بدور المدرس في جامعة البعث بحمص ليتحدث بإسهاب عن أوغاريت مركز ثقافة العالم القديم – الجوانب الروحية، والاجتماعية، والفنية في ثقافة أوغاريت.
ويستعرض الدكتور بدور الذي قدم له الدكتور محمد الحاج صالح رئيس الجمعية، كل التفاصيل محدداً موقعها على الساحل السوري، ومفصلاً في تاريخها منذ اكتشافها حيث تبلغ مساحتها 36 هكتاراً وكانت تضم مجمعاً لقصور ثلاثة، وحياً سكنياً، وفي القصر الملكي الكبير الذي اكتشف عام 1939 ومساحته عشرة آلاف متر مربع، 90 غرفة وخمس باحات وحديقة و12 سلماً حجرياً تصل إلى الطابق العلوي، مؤكداً العثور على قنوات مياه ومجارير للتصريف.
ويتحدث الباحث عن تاريخ المملكة الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث، وعن استخدام السكان للأدوات الصوانية وممارسة الصيد البحري والبري وتدجينهم للأبقار والغنم والماعز، وزراعة الحبوب والكتان وجمع الثمار البرية كالزيتون واللوز والفستق والتين، وعن التطور في فن العمارة لدى السكان الذين يؤلف الكنعانيون منهم النسبة الأكبر، وعن أول أبجدية في تاريخ البشرية المؤلفة من 30 حرفاً تكتب من اليسار إلى اليمين وجدت في أوغاريت، وعن أربعين جامعة في العالم تدرس الأوغاريتية وتقام الأبحاث العلمية حول أوغاريت، والمؤتمرات العلمية التي تناقش ما توصل إليه الباحثون بناء على دراسة ألواح الرقم الموجودة في متحف اللوفر وغيره.
ويقول المحاضر: وجد في أوغاريت إضافة إلى الأوغاريتية كتابات بتسع لغات هي الأكادية والبابلية والسومرية والهيروغليفية والحثية والقبرصية والحورية والكريتية، وأن أول نوتة موسيقية في العالم موطنها أوغاريت، وأنه ما تزال تستخدم بعض الكلمات الأوغاريتية في لهجة أبناء الساحل السوري مثل: غلة وتعني مبلغ، خزق أي مزّق، إجر تعني رجل وغيرها الكثير.
وتؤكد النصوص الموجودة هناك وجود سكان متنوعين، ووجود ملاحة، وأسطول تجاري ضم 200 سفينة، وتبادل تجاري مع الجوار، وصناعة وعن الآثار لآلهة أوغاريت الموجودة في متحف اللوفر بباريس، وعن نصوص مسمارية أوغاريتية تسرد حكاية إله المطر، والعواصف بعل، وملحمة أقهات التي كتبت على ألواح من طين، وبالخط الابجدي المسماري وباللغة الأوغاريتية، أما نهاية أوغاريت فكانت على يد شعوب البحر الذين غزوها ونهبوها ثم أحرقوها.

 سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار