وقال البحـــر…يوم غدوتُ وحيداً كنهر..

العـــــدد 9459

الخميـــــس 31 تشرين الأول 2019

 

 

يوم غدوتُ وحيداً كنهر
ذبلتْ أوراق دمي
وغفوتُ كغصنٍ يابسٍ
على ساعد الضفاف
يوم غدوتُ وحيداً كعصفورٍ
احتسبتُ الريح بيتي
احتسبت النجوم عناقيداً
تتدلى من أغصان السماء.
***
يوم احتضنْتُها كزهرةٍ
راهنتني على المُضي معاً
إلى آخر دربٍ
وإلى أبعد نجم في المغيب
***
قبل أن ننكسر كشربة ماء،
كان صوتها الممتد من صحوة الزبد
إلى شرايين الوجع
يوقظني، أنا والشمس
***
تقاسمنا رغيفَ الأحلام
تقاسمنا صوت المطر
قالت لي:
أودُّ أن أراك على رأس الجبل
هادئاً كشعاع فجر..
مثل أغنيةٍ نسيتها العصافير
فوق الصخور
***
نتقاسم الأحلام
نتقاسم الريح
وأحضنها كزهرة
هذا العجوز الذابل
كورق الخريف
بماذا يحلم؟!
ماذا يرتجى من الانتظار
سوى الرحيل؟!
يحلم الغريب بكوخ امرأةٍ
تحلم المرأة بقلبٍ دافئ كعصفور.
يحلم المبحرون بالتلال والشواطئ
ورؤية من غابوا عنهم وراء الضفاف،
يحلم العابرون بابتسامة زهرة
يحلم الأطفالُ بلعبةٍ، ولفافة زعتر
يحلم القتلة
بحقول مفروشة بالأشلاء والأنين،
وتحلم الجبال ألَّا تفارقها النسور،
وألا يغادرها الثلج والغيم والريح.

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار