عفيـــف آغـــا.. تجربة فنية أغنتها الطبيعة بمصادر الإلهام والإبداع

العـــــدد 9459

الخميـــــس 31 تشرين الأول 2019

 

الطبيعة مصدر إلهامي الأكبر ولها الفضل في تفتح موهبتي الفنية التي اغتنت بالممارسة والوعي، بهذه الكلمات بدأ الفنان الموهوب عفيف آغا حديثه عن رحلته الفنية في عالم النحت، ولأن البدايات هي الينبوع الأول الذي يشدنا دائما للرحيل إليه كونه مستوطناً في الذاكرة ولا يبرح تلافيفها يأخذنا الفنان آغا إلى ينبوعه ليبدأ من هناك الحديث عن تجربة فيها من الغنى والتنوع الكثير.
يقول الفنان آغا: البدايات تشكلت في مرحلة الطفولة عندما كنا نلعب على أطراف السواقي نعجن التراب ونصنع البيوت والأشكال وهذه هي البداية الأولى في اللاوعي والتي خطت طريق الفن حيث كانت الطبيعة هي ملهمتي وهنا بدأت مسيرتي النحتية فكنت التقط الأحجار الصغيرة المكونة واخرى صغت تشكيلها من جديد لتبدأ المعارض الفردية منذ عام 1986 والمشاركات الجماعية أيضاً، وقد كان للحجر النصيب الأكبر في أعمالي ويتابع آغا: اعتمدت في البداية الأسلوب الواقعي التعبيري وسرعان ما تحول إلى التجريد لان التجريد هو الحالة الأكثر واقعية فهو يضيف للعمل الحس الداخلي والسلام والهدوء والغضب والعاطفة عندها يصبح العمل لكل زمان ومكان، وعن تأثير الأزمة السورية في أعمال الفنان آغا يقول: يتأثر الفنان كغيره بأي حدث يحيط به و بوطنه وأما الفنان فيعكس إحساسه على أعماله فنرى مضمونها يحمل صور تلك المأساة وكيفية الخروج منها ويتابع آغا: أنا أرى سورية كطائر الفينيق الذي يحترق ويعود إلى الحياة نافضاً جناحيه من الرماد ليظهر للوجود بألوانه الزاهية، ويتابع آغا: عملت على نقل هذه الصورة للخارج حيث أقمت معرضين في أوكرانيا الأول في العاصمة كييف في صالة avs الخاصة تحت عنوان (الفينيق الداخل) والمعرض الثاني في فندق alfavito بعنوان (الفينيق السوري) ومن هذه العناوين يمكن أن ندخل نصل للرسالة التي حملتها معارضي وهي أن الفن السوري الذي يملك الحداثة والنابع من الداخل هو امتداد للحضارة السورية الأوغاريتية التي كانت ولاتزال رمز السلام والمحبة وذلك إضافة للوحات تمثل المرأة السورية التي تقدم فلذة كبدها من أجل الوجود وبالتالي هذه حقيقة الإنسان السوري الذي يتطابق مع تاريخه ويتحدى الإرهاب ليقوم من الداخل ويحقق الحلم بالحياة والسلام.
كما يضيء آغا على مراحل تحضير أعماله الفنية فيقول: في المرحلة الأولى أُحضر المادة الأساسية من حجر أو خشب، والمرحلة الثانية هي إنشاء العمل بالدخول إلى قلب المادة والخروج منها إلى السطح حيث أطلق العنان للخيال والإحساس الداخلي ليشكل العمل، فأعمالي تعتمد على مجموع المشاعر والأفكار والمكونات بعدها يأتي التحدي الأكبر في العمل على المادة والانتصار عليها ليتكون العمل ضمن رؤية خاصة.
وختم آغا حديثه قائلاً: أُحضر لمعرض جديد في دمشق مطلع العام القادم والذي سيشكل الحلقة المهمة في تجربتي النحتية.

ياسمين شعبان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار