وقـال البحــــــر ..شمسٌ في داخلنا

العدد: 9457

الثلاثاء: 29-10-2019

 

يتشابه الحزن في حضوره كما المدن النهرية التي تجدل ضفائرها وترش العطر على ملابسها بصمت وتمضي في زوارق الحنين..
يتشابه ألمنا في تفاصيله، يورق فينا، نحفظ صور الراحلين في أعماقنا، كثيرون هم من تأبّطوا الشمس، حملوا سلال الذكريات، وغادروا دون كلمة وداع..
خريف المسافات يعرّينا من كبريائنا المصطنع، يوقظ فينا جمر حنين قارب على الانطفاء، لازلنا نعشق رائحة رغيف الصباح، وأزقّة الحارات العتيقة، وبخور الشرفات، لازلنا نتوضأ بالدمع كلما خانتنا أحلامنا أو هجرتنا دون رجعة!
على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة تقول: (الشتاء على الأبواب، من يستطيع المساعدة في جمع ملابس للفقراء تقيهم برد الشتاء وتستر أجساداً كاد يهدّها الفقر فليفعل).
هي دعوة إنسانية جميلة في العرض والمضمون، لكننا نتساءل ونحن نقارب خريف العمر، من يطفئ ألم الروح وبردها؟
من يعيد إلينا شمساً ذهبت لتحضر لنا أقراص الحلوى ذات طفولة بعيدة، وغابت في زحام الأيام؟
من يذكر آثار الثلج ولو بعد حين؟
من يحبس عطر لحظاتنا الدافئة في آنية الوقت؟
من يحصد غيمنا المشتت في أوصال العمر؟
من يأتي لنا بكمشة من زهر اللوز على غير موعده متناسياً ترتيب الفصول؟
من يكتب عنا وإلينا حين تصير الحروف أسراب يمام مسافرة تعبر فضاءات القلب، تنقر شبابيك المدن المتعبة، وتغازل حبل غسيلها الموغل في بياضه حد البهاء؟

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار