القبـــــور الملكيــــــة وحكايـــــة البئـــــر التـــي لـــم تـُشــــرَح

العدد: 9457

الثلاثاء: 29-10-2019

 

إن قبور القصر الملكي التي تم الكشف عنها خلال سنوات التنقيب الأثرية السابقة التي نقبها عالم الآثار الفرنسي (كلود شيقر) وهي تقع في الجناح الشمالي للقصر الملكي في وسط منطقة جنائزية تتكون من عدة قاعات مخصصة لطقوس الشعائر الملكية التي كانت تخص الملوك الأسلاف، هذا ما قاله الأستاذ غسان القيم مدير آثار أوغاريت، وكانت تتم بلا شك في حضور جمهور وحشد يجتمع في ساحة قريبة من هذه المقبرة، إن هذه القبور ذات الغرف المبنية التي أطلقت عليها نصوص أوغاريت التسمية الآكادية (قبرو) لا تتميز عن قبور المدينة إلا في مخططها وبعض التنظيم الخاص، وهناك الكثير من القبور التي تم اكتشافها تعود إلى شخصيات تم التعرف عليها على سبيل الذكر لا الحصر (قبر العلامة ذائع الصيت في أوغاريت رابعانو، وراشبابو وحشميكو بن عليشي) إلى نماذج القبور الواسعة ذات النوعية المعمارية المتميزة والمعروفة في أوغاريت . .
يتكون المدفن الملكي من قبرين رئيسين مبنيين بالحجارة المشذبة ويصل بينهما ممر طويل ذو مدخل مكون من دهليزين متوازيين ذات طول كلي يبلغ أكثر من 16 متراً وهذه القبور كلها مغلقة بواسطة بلاطات تغطية حجرية غير منتظمة وهي منهارة حالياً إضافة إلى قبر ملفت للانتباه في هذا التجمع وهو منحوت بعناية وله على مستوى الأرضية فتحة غريبة وهذا الإجراء هو لتنظيم طقس جنائزي بشكل ما يشبه باب الاتصال بين القبر والأرض الوجهة الخيرة للمتوفى مملكة رفائيم (المتوفون الملكيون) ومن المثير للجدل أيضاً وجود بئر في هذا التجمع الجنائزي وهي بئر كبيرة بشكل دائري مبنية بأحجار دبش وعمقه 4أمتار وهو مغلق ببلاطات غير منتظمة ويتم الوصول إليه عبر باب جانبي وهذا البئر ما زالت وظيفته غامضة، يحتل بالتأكيد دوراً هاماً في الطقوس الجنائزية الملكية بسبب موقعه المركزي وقد تم ذكره في طقس نكفين الملك الأوغاريتي نقماد الرابع وكنت قد نشرت بحثاً مطولاً عن هذا الطقس في منشورات سابقة الذي يتعلق بنزول الملك المتوفى إلى الأرض إن هذا العبور الأساسي ينجز طقسياً وذلك بإنزال الحثة نزولاً يكرر سبع مرات ترافقه الأضاحي، إنه لأمر غريب فعلى الملك أن ينزل في كل مرة تحت أسلافه مما بسمح بالاعتقاد بأن رعاة الطقس يضعون الجثة سبع مرات في البئر العميقة الواقع بين جناحي القبر الملكي.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار