طرطوس.. بلا أي ســينما!

العـــــدد 9456

الإثنين 28 تشرين الأول 2019

 

يشهد أبناء طرطوس هدم آخر سينما خاصة كانت مغلقة منذ سنوات عند دوار الساعة، فيما تحولت السينما الثانية التي كانت مغلقة أيضاً قبالتها على شارع الثورة لكافيه شبابية أيضاً، ولمن لا يعلم فقد بقي البناءان مجمدين سنين طويلة بسبب قرار وزارة الثقافة القاضي بالحفاظ على هذه المنشآت الثقافية وحول سينما العباسية التي تم هدمها أشار كمال بدران مدير الثقافة في طرطوس أن رخصة الهدم والبناء أعطيت للمالك مع وجود اشتراطات للثقافة ضمن الرخصة تقضي بإعادة بناء مجمع للسينما في نفس البناء يضم قاعة للمؤتمرات والاجتماعات أيضاً، السينما التي يحتفي بها العالم وتقام لها المهرجانات بقيت شبه غائبة عن طرطوس فصالة الكندي بقيت خجولة وحالها المتواضع كصالة واستيعاب لم يتمكن من مجاراة الزمن والنادي السينمائي غائب عن السمع فيما كان له معاناته أيضاً بإيجاد صالة للعرض فيما استطاعت بعض الكافيهات في المدينة أن تقدم عروض عبر شاشات للعرض مدعمة مع مشروبات وأركيلة وعرض ثلاثي الأبعاد أحياناً . .
سينما طرطوس
تتذكر بعض السيدات الكبيرات عظمة الزمن القديم حيث كن يذهبن بأجمل ثيابهن لحضور أفلام رشدي أباظة وفريد الأطرش وغيرهما من النجوم حيث كانت السينما شباكاً للمتعة والفرجة والحب الجميل، ومع تقدم الزمان وانتشار التلفاز وتعقد الحياة والأفكار خفّ وهج السينما لتتراجع تدريجياً وبشكل متسارع ولتصبح بعض الصالات الخاصة مرتعاً للعاطلين والزعران مع تقديم عروض السينما التجارية والهابطة، وكانت السينما قد دخلت محمية القطاع العام خمسينيات القرن الفائت فيما افتتحت الكثير من الصالات داخل مدينة طرطوس وخارجها في كل من بانياس وصافيتا والدريكيش والشيخ سعد وقد وصل عددها إلى سبع صالات كما يذكر البعض: (الزهراء، الأمير، النجمة، السبع، العباسية، الأمل) ومن ثم الكندي ضمن سلسلة صالات الكندي التابعة لوزارة الثقافة في ثمانينات القرن الفائت أيضاً.‏‏
وحتى وقت ليس ببعيد بقيت تعمل في طرطوس صالتان إلى جانب سينما الكندي قبل التوقف نهائياً، ورغم بقاء صالة الكندي وحيدة وبدون منافسة فقد ظل الإقبال عليها خجولاً رغم عدم وجود المنافسة فيما توقفت العروض فيها حالياً لإجراء بعض أعمال الصيانة، ويرجع البعض أسباب العزوف عنها لموقع الصالة المحاطة بالدوائر الرسمية وحالة الصالة التي لم ترق للمطلوب رغم القيام ببعض التحسينات عليها في السنوات الأخيرة يضاف إلى ذلك طبعاً ظروف البلد والأحوال المعيشية والمزاجية التي باعدت بين الناس والسينما فيما كان يتوقع البعض أن يحقق استثمار صالة أخرى قيد الإنشاء في حي الحمرات في السوق التجاري إقبالاً وحركة جميلة . .‏‏
المبنى الذي بقي مهملاً لحوالي ربع قرن رغم عرضه في سوق الاستثمار السياحي وعرضه للاستثمار أكثر من مرة ورغم موقعه الاستراتيجي عزف الجميع عن الاستثمار الأمر الذي يطرح العديد من إشارات الاستفهام والتعجب فلو استثمرته البلدية بنفسها كمول ومقاهي وسينما لكانت حققت إيرادات لا يستهان بها أبدأ . .

سينما الكندي
انتهى ترميم صالة الكندي وأعيد افتتاحها عام 2012 حيث تضم 250 كرسياً أما أعمال الترميم التي تمت وفق هيكل المبنى الأولي فقد تضمنت إكساء الصالة بالأسقف المستعارة وتغيير جميع المقاعد وإكساء الجدران الجانبية بالخشب مع واجهة سيكوريت لمدخل السينما وشبكة تكييف مركزي وتحسين أدوات العرض فيما لم ترقَ التحسينات للمطلوب حسب رأي الجمهور حيث بقيت الحمامات وإدارة السينما في الجزء الأمامي من الصالة بجانب شاشة العرض كما ظلت الصالة صغيرة لا تضاهي الصالات الكبيرة والمميزة، وكانت سينما الكندي في طرطوس قد افتتحت لأول مرة في عام 2/9/1979 حين كانت المدينة صغيرة جداً والأراضي الزراعية بجانب السينما واعتبرت حينها بوابة لكل من يرغب بالتعرف على المدارس السينمائية في العالم . . يذكر أن إنتاج أول فيلم سوري إلى عام 1928 وكان عنوانه المتهم البريء وقد تكللت هذه المحاولة الأولى بالنجاح حيث عرض الفيلم في لبنان ونال النجاح نفسه أما الفيلم الثاني فاسمه تحت سماء دمشق وقد عرض عام 1932 . .

رنا الحمدان 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار