العـــــدد 9453
الأربعـــــــاء 23 تشرين الأول 2019
يقال إن الحب صراع، والزواج أيضاً صراع، ولكنه صراع عادي ينسجم مع طبيعة الحياة نفسها، بل هو ضروري لاستقرار الحياة وإذا كان التنافس جزءاً من مكونات أي صراع فإن أسوأ أنواع التنافس بين الزوجين هو ذلك الذي يستهدف الاستحواذ على قلب الطفل.
في هذه الحال يكون التنافس انعكاساً لإشكالية أعمق فالزوجان غير متفاهمين على الكثير من الأمور وهما غير قادرين على التواصل بالشكل الصحيح كل تلك الإشكالية المعقدة ولأنهما كذلك فإن أحدهما قد يسعى إلى تعزيز موقعه على حساب الآخر في بعض المجالات مثلاً أن تسعى المرأة إلى النأي بأطفالها عن أبيهم الذي يغيب بعض الليل وأثناء النهار معتقدة إنها بذلك تعزز موقعها وتكسب نقاطاً على حساب الزوج.
واقع الحال أن مثل هذا السلوك يضر بالطفل مثلما يضر بالأم نفسها أيضاً فكما أن الطفل يحتاج لعطف الأم ورعايتها فإنه يحتاج لأبيه ويتأثر بقدر عظيم بسلوكه معه وباهتمامه به ويحتاج الطفل إلى أبيه وأمه بالقوة نفسها ولكن مع اختلاف الأسلوب فلكل من الوالدين دوره ومهامه ومن جانب آخر فإن الطفل أكثر وعياً مما قد نتخيل الأمر في تلك الحال إذ أنه يميز محاولات أمه ويصنفها على حقيقتها وهذا سينعكس مستقبلاً على علاقة الطفل بكل أمه وأبيه وبصرف النظر من مستوى الخلاف بين الزوجين فمن الضروري أن تتم المحافظة على صورة نقية للوالدين في ذهن الطفل.
لمي معروف