يكتشفون عوالمهم بأسئلتهم..

العـــــدد 9453

الأربعـــــــاء 23 تشرين الأول 2019

 

 

تبدأ فترة طرح الأسئلة عادة وبالنسبة لجميع الأطفال في سن الثالثة، حيث ترتبط هذه المرحلة ببداية الحياة الاجتماعية للطفل بعد خروجه من حضن أمه، وبداية ملاقاته للعالم الخارجي وثقافة الآخرين، هذا ما قاله الباحث الاجتماعي جابر دو هجي وأضاف: في هذه المرحلة يبدأ الطفل اكتشاف ما حوله، ويدخل بوابة طرح السؤال، ويعتبر ذلك دليلاً واضحاً للعيان على أنه يتفاعل مع محيطه والأمر جيد، لكن العديد من الآباء لا يعرفون كيف يتصرفون إزاء بعض المواضيع الحساسة التي يثيرها الأطفال وهي غالباً ما تكون غير متوقعة ومفاجئة أغلب الأحيان، عندها يجد الآباء أنفسهم مطالبين بتقديم إجابات شافية ومقنعة لتغذية فضولهم. من النصائح والإرشادات لتلافي الوقوع في مغبة السؤال، ينصح بتفادي إعطائهم أجوبة مجافية للحقيقة، والالتزام بجوهر الموضوع، كما ينصح عادة بعدم التفصيل في الجواب عندما يكون الطفل في سن صغيرة، لأن سنه وقلة تجربته في الحياة لا يؤهلانه لاستيعاب هذه التفاصيل، لذلك ينبغي على الآباء وهم يجيبون على أسئلة أطفالهم أن يلتزموا بالأجوبة البسيطة والواضحة، والحرص بعدم الإباحة بكل شيء، كما ينبغي عليهم أن ينتظروا طفلهم حتى يسأل دون المبادرة بتقديم تفسيرات لا تستجيب لرغبة في المعرفة ولا داعي لمنحه التفاصيل، لأن ذلك قد يصيبهم بالقلق، كما ينصح بالتلقائية الصادقة، وهي أمور تؤسس لعلاقة مبنية على الثقة والاحترام بين الآباء وأطفالهم، يجب ألا ننسى أن الطفل أحياناً وهو يطرح أسئلته يبغي من ورائها امتحان والديه والتحقق من أنهما قادران على الإجابة، ولا يجب أن يحس بالذنب إن فشلا في تقديم الإجابة، وفي هذه الحالة ينصح بإرشاده لشخص آخر يتوكل الإجابة والقيام بها بدلاً عنهما، فذلك يدفعه للإحساس بالرضا بأنهما يوليان أهمية كبرى لأسئلته التي يتفقد لها الجواب عند أحدهما. إن حب الاستطلاع والمعرفة ليست عيباً يعاقب الطفل عليها، بل على العكس يجب أن يقدروا تفكيره وخياله الواسع في الأسئلة والاستفسار، لأن ذلك يمكن أن يكون مفيداً له في المستقبل.

هدى سلوم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار