العدد: 9449
الخميس: 17-10-2019
لن يستمر العدوان التركي على الأراضي السورية، وسيتمّ وضع حدّ له، ولن يطول الوقت، والإرادة السورية التي عبّر عنها السيد الرئيس بشار الأسد منذ البداية، والتي تتلخص بأن وجود أي قوات أجنبية على الأراضي السورية دون موافقة الدولة السورية هو «احتلال» ولن نقبل به، وسيستمر عملنا حتى طرد آخر جندي وآخر إرهابي، هذه الإرادة هي التي تنتصر اليوم ميدانياً وسياسياً وعلى كافة الجبهات، ولا يحتاج أي متابع للكثير من العناء ليكتشف كيف أنّ هذه الإرادة تنتصر اليوم، وكيف تحصل «الانعطافات المؤثرة» في المواقف، وفي الأفعال أيضاً، ليس أقلّها «نزول» الأمريكي عن «شجرة غطرسته»، وليس أهمّها استفاقة «الجامعة العربية»، ولن يكون آخرها خروج القوات التركية من كلّ شبر سوري، فهذه الأمور كلها تبدو حتمية الحدوث، وخلال وقت قصير أيضاً، إلا أنّه يبقى الأهمّ انتقال العالم كلّه إلى «القناعة السورية» وعودته إلى جوهر المشكلة واعترافه الصريح أو المبطّن بذلك . .
منذ البداية كانوا يعرفون ذلك، لكنهم حاولوا أن يمرروا مشروعهم العدواني بشتى الوسائل، وما أفشل هذا المشروع هو الصمود والثبات السوريين على كافة الجبهات «ميدانياً وإقليمياً ودولياً ودبلوماسياً . . إلخ» رغم كل محاولات الضغط والابتزاز، وحاولوا أيضاً أن يحدثوا شرخاً بين السوريين أنفسهم، سياسياً وطائفياً وإقليمياً ومناطقياً، لكن ها هو المشهد السوري كاملاً يتزيّن بالعلم الأغلى، وتحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد، ولتكاد تدمع العين ونحن نسمع أهلنا في الجزيرة السورية ودير الزور والرقة، وهم يعبّرون عن فرحهم وقد تنفّسوا من نجمتين خضراوين تتوسطان العلم العربي السوري، وهو يعود ليرفرف هناك، بعد أن كثرت في معاناتهم ألوان رايات ما أنزل الله بها من سلطان . .
لم نتفاجأ، وكانت ثقتنا كبيرة جداً منذ البداية أن سورية ستعيد صياغة العالم، وأنّ بلداً يمتلك جيشاً عقائدياً كالجيش العربي السوري، وقائداً حكيماً هو السيد الرئيس بشار الأسد، وشعباً يأبى الخنوع، لا بدّ أن تكون له الكلمة الأخيرة في كلّ ما يخصّه، أما من اعترف مؤخراً أنّه تورّط، فما كانت سورية في يوم من الأيام إلا دوحة خير يلتقي فيها الجميع، لكن شروط اللقاء قد تختلف، لأن ما خسرناه وما عانيناه كان كبيراً جداً، ودفعنا من أجل رفعه عنا خيرة أبنائنا، وسنواتٍ من البذل والتضحية، وستستمر معركة البناء سنواتٍ أيضاً، ولن تغيب هذه التفاصيل بكلّ تأكيد عن حسابات الآتي من الزمن.
غانــــــم محمــــــد
Ghanem68m@gmail.com