العـــــدد 9446
الإثنين 14 تشرين الأول 2019
سأقّدم حكايتين كان لهما تأثير عميق في نفسي ولعليّ كنتُ موفّقاً في الاختيار وموفقاً في الإيجاز.
حكاية برازيلية
كان الأب يحاول أن يقرأ الجريدة، لكن لم يتوقّف ابنه الصغير عن مضايقته، وحين تعب الأب من ابنه، قام بقطع ورقة من الصحيفة كانت تحوي خريطة العالم ومزّقها إلى أجزاء صغيرة وقدّمها إلى ابنه قائلاً:
– انظرْ، إليك شيئاً، يمكنك فعله، أعطيتك خريطة للعالم، فهل تستطيع إعادة تكوينها كما كانت من قبل؟
عاد لقراءة صحيفة وهو يعلم أن ما فعله من شأنه أن يُبقي الطفل مشغولاً بقية اليوم، ولم يمرّ سوى وقت قليلٍ حتى عاد إلى الأب وقد أعاد ترتيب الخريطة فتساءل الأب مذهولاً هل كانت أمك تعلّمك الجغرافية؟
ردّ الطفل قائلاً: كانت هناك صورة لإنسان على الوجه الآخر من الورقة، وعندما أعدت بناء الإنسان أعدت بناء العالم أيضاً.
حكاية ماليزية
شاهد عجوز امرأة، وحين رفع يده محيّياً لمع خاتم جميل طلبت منه أن تتأمل الخاتم لمسته وقرّبته من وجهها، فتلألأ معدنه الثمين قالت متعجبة:
– ما أجمله !… ما أجمله.
رأى العجوز علامات الدهشة والإعجاب من وجهها وبريق عينيها فكر الرجل قليلاً وقال:
-خذيه إنه لك
سألت المرأة:
لماذا تعطيني الخاتم إنه نادر الوجود، إنه ثروة كبيرة.
قال العجوز:
أعطيك الخاتم الذي أعجبك
ودّعته المرأة شاكرة ومشت خطوات إلا أنها رجعت وقالت:
لا أريده، ولا أريد أن أسألك كيف حصلت عليه ولن أسألك عن ثروتك الباقية وعن ثيابك الرثّة البالية.
قال العجوز:
أعطيتك كل ما أملك.
قالت المرأة:
لا أريد الخاتم، كيف تعطي كلّ ما تملكامرأة لا تعرفها
قلبك أغلى من كنوز الأرض
وضعت الخاتم على الأرض، وابتعدت ودمعت عينا العجوز.
عزيز نصّار