الوحدة ـ رنا غانم
بمناسبة عيد الميلاد المجيد أقامت كنيسة قلب يسوع المارونية في مدينة بانياس قداساً احتفالياً سادته أجواء من الفرح والمحبة، وبمشاركة واسعة عكست روح الوحدة والتآخي بين أبناء المدينة من مختلف الطوائف.
وأكد الأب شربل فغالي الذي يخدم رعايا بانياس والمراح والبساتين، أن عيد الميلاد هو عيد المحبة والوحدة، وأكد أن ميلاد السيد المسيح يجسد الإنسانية ويعلّم الناس أن يكونوا يداً واحدة، دون تمييز بين مسيحي ومسلم أو بين أي طائفة وأخرى.
وقال الأب فغالي: “نحن نحتفل بعيد الميلاد كمناسبة للمحبة، فالمحبة هي التي تجسد كل شيء، واليوم في بانياس نعيش هذه الوحدة من خلال وقفتنا مع بعضنا البعض ومشاركتنا المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين في الأفراح، خاصة في هذه الظروف التي نحتاج فيها إلى دعم بعضنا”.
وأشار إلى أن المشاركة الإسلامية في احتفالات الكنيسة كما مشاركة المسيحيين في أفراح إخوتهم المسلمين، تعكس حقيقة العيش المشترك، مؤكداً أن هذه اللهفة بين الناس اكتشفها حديثاً من خلال الحياة اليومية المشتركة.
من جهتها عبرت مسؤولة الكورال في كنيسة قلب يسوع هند جرادة عن سعادتها بالأجواء المميزة التي رافقت احتفالات هذا العام، مشيرة إلى أن إضاءة شجرة الميلاد في الساحات العامة وبمشاركة جميع أبناء المدينة كان لها أثر إيجابي كبير، حيث شعر الجميع بأن العيد الحقيقي هو اجتماع القلوب على المحبة والسلام.
وأضافت أن عيد الميلاد هو عيد السلام والتجدد وبداية جديدة مليئة بالأمل، مؤكدة أن ميلاد السيد المسيح يمنح الناس شحنة محبة وأمل وشجاعة ويدعو إلى عدم فقدان الرجاء بسلام سوريا وبقاء المحبة بين القلوب.
وفيما يخص الطقوس أوضحت جرادة أن التراتيل الميلادية تعتمد على التراث الماروني السرياني مع انفتاح على أنماط موسيقية من التقاليد الغربية والبيزنطية لتقديم مزيج روحي يلامس الجميع، باعتبار أن الصلاة هي رسالة سلام للجميع دون استثناء.
كما شارك الهلال الأحمر العربي السوري في الاحتفالية حيث أوضحت المتطوعة سهيلة إياد الهوا أن الهلال الأحمر قدم هدايا رمزية للأطفال ووروداً للكبار، مؤكدة أن اللفتة البسيطة تحمل أثراً معنوياً كبيراً وتعزز مشاعر الفرح والتكافل.
وبينت أن هذه المبادرة شملت عدداً من الكنائس في مدينة بانياس وريفها، بهدف تعزيز روح المشاركة المجتمعية ونشر قيم المحبة والسلام.