الوحدة- رنا عمران
يعد الممثل المسرحي والتلفزيوني السوري عبدالله شيخ خميس واحداً من أبرز الوجوه الفنية في الدراما السورية. شارك الفنان خميس في أكثر من 50 عملاً تلفزيونياً، بالإضافة إلى 5 أفلام سينمائية و6 أعمال إذاعية، كما شارك في دبلجة العديد من الأعمال التلفزيونية، مما جعل له بصمة واضحة في مختلف مجالات الفن.
من أبرز المحطات في مسيرته الفنية، يُعتبر مسلسل “ضيعة ضايعة” نقطة التحول التي قدمته للجمهور العربي، وأيضاً في عالم الاغتراب. يصف الفنان خميس هذا العمل بالقول إنه منذ البداية كان هناك إيمان قوي بنجاحه من المخرج الليث حجو والفنان الراحل نضال سيجري. ويعتبر خميس أن سبب نجاح المسلسل يكمن في تكامل عناصره من النص الذي كتبه الدكتور ممدوح حمادة، الذي يشبهه بـ”برنارد شو” الدراما العربية، والإخراج الاحترافي الليث حجو الذي قاد العمل بذكاء واحترافية.
شخصية “صالح الدكنجي” التي قدمها في “ضيعة ضايعة” كانت مستوحاة من جده الذي كان يملك دكاناً في ضيعته، وأضاف إليها لمسة شخصية استلهمها من أحد الأشخاص الذين كان يراقبهم في الحي.
فيما يخص الواقع الفني المحلي، يوضح عبدالله شيخ خميس أن عدد أعضاء النقابة في اللاذقية يصل إلى حوالي 300 فنان من مختلف المهن الفنية، مشيراً إلى أن أهم شروط الانتساب تتطلب الموهبة أو شهادة أكاديمية في التمثيل أو الموسيقى. كما أن المتقدمين لاختبارات التمثيل يُمتحنون من خلال تقديم مونولوج درامي ومشهد إيمائي بالإضافة إلى إلقاء قصيدة واختبار الثقافة العامة.
على الصعيد الحالي، هناك العديد من المشاريع الدرامية التي تجمع بين الطواقم السورية والإنتاجات المشتركة في لبنان والخليج، حيث يتوزع العمل حالياً على نحو 7 مسلسلات سورية مشتركة.
أما عن الأعمال التي يعتبرها خميس من الأبرز في مسيرته، فيذكر مسلسلي “ضيعة ضايعة” لممدوح حمادة والليث حجو، و”كان ياما كان” لداوود وأيمن شيخاني، إلى جانب عدة مسلسلات أخرى منها “الزند” للمخرج سامر البرقاوي و”المصابيح الزرق” لفهد ميري، بالإضافة إلى أعمال للمخرج حاتم علي مثل مسلسل “عمر” و”العرّاب”.
ومن الممثلين اللاذقانيين الذين دخلوا عالم الدراما السورية، يذكر خميس عدداً من الأسماء اللامعة مثل جرجس جبارة، سهيل حداد، وخليل غصن، بالإضافة إلى الراحلين نضال سيجري وعدنان السيد ونبيه نعمان، الذين كان من الممكن أن يكون لهم مستقبل مشرق في عالم الكوميديا لولا رحيلهم المبكر.
وفي ظل التحديات الاقتصادية، يشير خميس إلى أن عدد شركات الإنتاج التي كانت تعمل في الماضي وصل إلى 20 شركة، بينما الآن لا يتجاوز عددها 7 شركات. كما أشار إلى الفروقات في أجور الفنانين بين لبنان وسوريا، حيث يتم دفع الأجر بالدولار في لبنان، في حين أن الأجر في سوريا يخضع لفروق العملة.
أما عن نوعية الأعمال الأكثر طلباً، فذكر خميس أن السيناريوهات الاجتماعية التي تعكس حياة الناس تحظى بشعبية كبيرة، بالإضافة إلى الأعمال الكوميدية بمختلف أنواعها، سواء كانت كوميديا موقف أو كوميديا سوداء، بالإضافة إلى الأعمال التاريخية التي تشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور.
رحلة عبدالله شيخ خميس الفنية تمثل صورة مصغرة للدراما السورية بكل ما فيها من تحديات ونجاحات، وهو ما يجعله واحداً من أهم الأسماء في عالم الفن السوري.

