الوحدة – نعمان أصلان
أصبحت ظاهرة الصيد بالرمح ليلاً تهديداً حقيقياً لثروتنا السمكية في الآونة الأخيرة، وذلك نتيجة لانتشارها الواسع على امتداد شواطئنا وغياب الرقابة الكافية على من يمارسونها. وهذا ما يراه المعارضون لهذه المهنة، الذين يصفونها بأنها تعدٍ على الموارد الطبيعية.
* تعدٍ على رزق الصيادين
وفي هذا الشأن قال عمر ورزيك رئيس لجنة الصيادين في نقابة عمال النقل البحري باللاذقية: إن خطر ذلك النوع من الصيد يكمن في أن من يمارسونه يتواجدون في البيئة الحاضنة للأسماك، والتي تمتد لمسافة 200 متر من الشاطئ، هذه المنطقة تعتبر ملاذاً للأسماك للبيض، الترفيه، تناول الطحالب والديدان، وحمايتها من الأسماك المفترسة.
تُمنع مراكب الصيد من الاقتراب من هذه المسافة وفقاً للقوانين، لكن الصيادين بالرمح يخالفون هذه القوانين ويواصلون عملهم فيها ليلاً ونهاراً دون أي رقابة، ووفقاً لورزيك لا يجوز ممارسة هذه المهنة في الليل، خاصة أن الأسماك تكون في مرحلة راحتها، ويأتي الصيادون ليجعلوا الأسماك في حالة من الهلع قد تدفعها لمغادرة المياه الإقليمية.
ورزيك أشار أيضاً إلى أن الصيادين بالرمح ليلاً يشكلون تهديداً إضافياً لمراكب الصيد وشباكها، حيث يتداخلون ضمن المساحات المخصصة لهذه المراكب، مما يضر بالصيد الجارف، هذا، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على رزق الصيادين الشرعيين الذين يلتزمون بالقوانين ويدفعون الرسوم والضرائب المقررة.
واختتم ورزيك حديثه بالدعوة إلى أن تقوم الجهات المعنية مثل الهيئة العامة للثروة السمكية وهيئة المنافذ البحرية والبرية بضبط عمل هؤلاء الصيادين المخالفين وتطبيق الأنظمة عليهم لحماية الثروة السمكية وضمان استدامتها.
* مصدر لكسب الرزق الحلال
من ناحية أخرى، أوضح ربيع نجار أحد ممارسي الصيد بالرمح أن هذه المهنة توفر مصدر رزق حلال للعديد من العائلات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مبيناً أن الصيد بهذه الوسيلة هو نشاط معروف في دول مثل إندونيسيا والخليج العربي والمغرب ومصر، مشيراً إلى أن العاملين في هذا المجال لا يتجاوز عددهم 300 صياد.
ويؤكد نجار أن ما دفعهم لممارسة هذا النشاط هو البحث عن لقمة العيش الكريمة، كما ناشد بأن يتم تنظيم هذه المهنة بدلاً من منعها، مشدداً على أن الخطر الأكبر على الثروة السمكية يأتي من أساليب الصيد الجائر الأخرى مثل الجرف والديناميت.
* قانوني ولكن
في المقابل، أوضح الدكتور هيثم ديب رئيس دائرة الحماية في الهيئة العامة للثروة السمكية أن الصيد بهذه الوسيلة ممنوع، خاصة في الفترة الليلية، لما له من تأثير سلبي على الأسماك، وخاصة الأمهات منها، حيث أن هذه الطريقة تلاحق الأسماك في جحورها لصيدها، وهو ما يتناقض مع المبدأ الأساسي لصيد الأسماك الذي يعتمد على الاصطياد العشوائي أو “بالمصادفة”، ومع ذلك، أشار ديب إلى أن الترخيص لهذا النوع من الصيد الفردي متاح، ولكن وفقاً لضوابط وشروط محددة، ومن يخالفها يعاقب قانونياً.
* الخلاصة
بين مؤيد ومعارض، تبقى الرقابة على ممارسات هذا النوع من الصيد ضرورة ملحة، إذ يتعين على الجهات المعنية أن تضمن تطبيق القوانين بشكل صارم لتنظيم هذه المهنة والحفاظ على ثروتنا السمكية، التي شهدت العديد من التجاوزات في فترات سابقة، خاصة في ظل النظام البائد.