سوريا..مركز ارتكاز في منظومة الأمن الإقليمي

الوحدة – يمامة ابراهيم

أية مقاربة سياسية لزيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن لا بد أن تتجاوز مفهوم اللغة الدبلوماسية والحدث العابر إلى حالة بناء وعي العالم تجاه سوريا، ودورها في الإقليم كضامن للأمن والاستقرار، وبناء منظومة العلاقات الدولية على أسس وقواعد جديدة مرتكزها التعاون والشراكة بدلاً من الصراع والتنابذ.
الزيارة مفصلية وهامة، وتؤسس لإعادة تموضع سوريا على خريطة العالم ودورها في النظام الإقليمي من بوابة التعاون في مكافحة الإرهاب، وهي بكل المقاييس انعطاف تاريخي في مسار العلاقات السورية الأمريكية كونها الزيارة الأولى لرئيس سوري منذ عقود، وهذا يعني من جملة مايعنيه إعادة إنتاج الدور السوري كشريك وحليف في السياسة والاقتصاد من جهة، وبنفس الوقت يعيد سوريا إلى قلب الخارطة الإقليمية بصفتها دولة محورية من جهة ثانية.
وإذا كان ملف التعاون في مكافحة الإرهاب أحد أهم عناوين الزيارة لما يترتب عليه من انخراط سوريا في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، فإن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا أحد العناوين المهمة الأخرى للزيارة لما له من أهمية في تمكين سوريا من إعادة الإعمار، وبناء الاقتصاد والشراكات في ميادين النهوض والتنمية دون قيود أو محظورات على اعتبار أن تخفيف العقوبات يستكشف فرصاً اقتصادية في سوريا، ويخلق منها بيئة جاذبة للاستثمارات وليست طاردة لها.
سوريا اليوم في العرف السياسي الأمريكي شريك يمكن الرهان عليه، وهذا تحول كبير وعميق في الإدراك الغربي والاستراتيجية الغربية يعيد تعريف الدور السوري في الإقليم من دولة كانت تنتج الأزمات وتصدرها إلى شريك فاعل في حل المشكلات ومعالجتها، ووفق هذا المنظور، فسوريا اليوم ليست جزءاً كبيراً من المشكلة بل هي جزء أساسي من الحل.
أياً كانت حملات التشويش على الزيارة، والتي تعبر عن قلق عميق تجاه خصوم الدولة السورية من إمكانية انخراط دمشق في تحالفات دولية على أسس من المصلحة والاعتراف بالدور، فإن الزيارة تعيد توضع سوريا في الخارطة الدولية، وتزيد فرص التنسيق الأمني في الشمال والجنوب السوريين، وهذا بمقاييس الخصوم قبل الأصدقاء اعتراف بدورها كشريك وحليف موثوق، وليس كخصم يفتقد عامل الثقة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار