الوحدة – رنا عمران
سوريا مركز النور الذي اهتدت به البشرية لعبادة الخالق…
سوريا بلد التعايش والتآخي والتسامح، تحتضن مختلف ألوان الطيف الاجتماعي والديني، وتُشكل لوحة فريدة تآلفت فيها الديانات وتعايشت على أرض واحدة وتاريخ واحد ومصير مشترك.
وفي هذا السياق، شكلت زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الكنيسة المريمية ولقاؤه غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، مشهداً وطنياً وإنسانياً بليغاً في رمزيته، أعاد إلى الذاكرة صفحة مضيئة من تاريخ التسامح والمحبة، حين التقى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالبطريرك صفرونيوس بطريرك القدس، وكتب لأهل إيلياء العهدة العمرية التي منحهم بموجبها الأمان لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، لتبقى وثيقةً خالدة في تاريخ العدل والتآخي الديني.
وقد جُدّدت تلك القيم لاحقاً في العهد الذي كتبه معاوية بن أبي سفيان لأهل القدس، تأكيداً لاستمرار نهج التسامح واحترام الآخر الذي ميّز الحضارة العربية الإسلامية عبر العصور.
إنه لقاء المحبة والأخوة، لقاء أبناء الأسرة السورية الواحدة في عهد جديد يشهد بناء سوريا أخرى، سوريا تتجدد بعزيمة أبنائها، وتساير الركب الحضاري، وتقول للعالم : هذه هي سوريا التي كانت وستبقى، في المكان اللائق بها بين أهم وأعرق دول التاريخ والإنسانية.