الوحدة – سليمان حسين
خرجت خضروات الصيف عن كاهل جيوب العائلات بكم كبير من القبول والرضى، وذلك بالنظر إلى واقع الأسواق والمواد الغذائية التي تواكب هذا الفصل، وقد كان هناك ارتياح عامّ فيما يخص الأسعار على العموم، باستثناء بعض الفاكهة التي بقيت ضمن الوضع الحرج، وتحديداً التين والعنب والكرز، حيث لم يتسنّ للكثيرين التمتع بتلك الفاكهة مع أنها صاحبة الأرض.
لكن مع بداية ظهور بعض علائم الشتاء وأول رية مطرية، أُتيحت كميات جيدة من خضراوات الشتاء كانت مُغيّبة بين المنازل وبعض البيوت المحمية، طمعاً في تحقيق أرقام وتسعيرات تُرضي بعض شقائهم بالحصول على مياهٍ لري تلك الخضروات الحقلية.
وبعد أن توالت نشرات الأرصاد الجوية معلنة عن توافد منخفضات مطرية، قام مزارعو هذه المواد الغذائية بتعويم الأسواق بألوانها الخضراء، بدءاً من السلق والسبانخ والبصل الأخضر، وكذلك البقدونس والنعناع، وصولاً إلى الملفوف والقرنبيط، وبالتالي، استقامت الأسواق على خضراوات الشتاء، وتلك الكميات الكبيرة فرضت عليهم منافسةً سعريةً، قُوبلت بالرضى، نظراً لما تحمله هذه المواد من شعبيةٍ عارمة، وباتت الموائد عامرة بالكثير من فنون الطهي، وبطبيعة الحال تقدّمتها الفطائر التي تجيدها معظم العائلات.
لكن تبقى سيدة الموائد وشريانها الدموي (البندورة)، ضمن الحدود الوسطية بالنسبة للأسعار، ويُعزى ذلك إلى ما تبقّى من بندورة الشام وحوران، بانتظار موسمها العارم ضمن البيوت المحمية، والتي تهيئ نفسها للكثير من عواقب الشتاء، وخاصةً على شواطئ بانياس ومحيطها المحظوظ، وكذلك بعض مناطق جبلة، حيث واصلت تقديم خيراتها إلى الأسواق، ومن أبرز ما قُدّم الخيار والبقدونس والملفوف، وأغلب هذه الخضروات يُزرع في مناطق برج إسلام، حيث تُقدّم للمستهلكين أنواع فريدة من الخضراوات المحمية، ومنها الباذنجان والكوسا والخيار والفاصوليا، وغيرهم كثير.
