من الإنقاذ إلى إعادة الإعمار.. الدفاع المدني ينجز آلاف المهام

الوحدة- وداد إبراهيم

في كل استجابة لحالة طارئة، كانت فرق الدفاع المدني تكتب فصلًا جديداً من قصص التضحية، عملٌ إنساني ممزوج بالواجب الوطني حوّل فرق الإنقاذ إلى حكايات حية عن الصمود في وجه الألم، ومع مرور السنوات لم تتراجع عزيمة عناصر الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، بل ازدادت إصراراً وعملاً ليصبحوا شهوداً على حياة جديدة تُنتزع من بين الركام.
في سنوات الثورة بالشمال السوري، أنقذ الدفاع المدني ما يزيد على 130000 مواطن من تحت أنقاض القصف الذي كان يتسبب به طيران النظام البائد، ارتقى خلال هذه العمليات 323 من عناصر الإنقاذ، معظمهم قضوا في هجمات مزدوجة أثناء أداء واجبهم الإنساني، ومنذ بداية العام الحالي وحتى نهاية أيلول 2025، نفّذت الفرق الطبية التابعة للدفاع المدني 75000 استجابة طبية متنوعة، استفاد منها 129381 شخصاً، بينهم 60000 سيدة و15000 طفل. شملت هذه الاستجابات الإسعاف الطارئ ونقل المرضى والرعاية الأولية ودعم مرضى غسيل الكلى وحديثي الولادة.
وحتى نهاية أيلول الماضي، استجابت فرق الدفاع المدني لـ 120 حادثة انفجار لمخلفات الحرب، بينها 63 انفجاراً ناجماً عن ألغام أرضية زرعها النظام البائد، أسفرت هذه الحوادث عن ارتقاء 191 مدنياً، بينهم 40 امرأة و34 طفلاً بالإضافة إلى 603 إصابات، أما بالنسبة للخدمات المجتمعية، فقد ساهم الدفاع المدني بعدد كبير منها خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الجاري، حيث بلغت 11000 عملية تأهيل للبنى التحتية في 1123 موقعاً على كامل الجغرافيا السورية، وشملت هذه العمليات 4000 فتح طرقات، و2000 رفع أنقاض، و2000 إعادة تأهيل لشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء بالتعاون مع الجهات المحلية، و500 عملية دعم لمدارس ومرافق عامة.
كما أن فرق الطوارئ استجابت في الفترة المذكورة نفسها لأكثر من 2000 حادث سير، أسفرت عن إصابة 1899 شخصاً بينهم 258 امرأة و363 طفلاً، ووفاة 120 شخصاً بينهم 10 نساء و15 طفلاً، وأن فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني تعاملت منذ كانون الثاني وحتى نهاية أيلول من عام 2025 مع 9600 حريق في مختلف المحافظات، منها 2100 حريق غابات وحقول زراعية، ونحو 2000 حريق في منازل المدنيين، بالإضافة لمئات الحرائق الصغيرة في محال تجارية ومكبات نفايات وحدائق ومبانٍ عامة.
وسجل شهر حزيران الماضي أعلى معدل استجابة بـ 1670 عملية إطفاء تلاه تموز الماضي بـ 1299 ثم آب الماضي بـ 1295، من جهة أخرى، نفّذ الدفاع المدني سلسلة مشاريع حيوية في المناطق المتضررة، أبرزها إزالة الأنقاض في 16 حياً بمدينة حلب، وتأهيل وصيانة جسر الرستن في حمص، وإزالة أنقاض معرة النعمان في إدلب، إضافة إلى تنفيذ أنشطة خدمية في حلب وإدلب، وإعادة تدوير الأنقاض وتأهيل البنى التحتية، كما ساهم بتركيب 3 جسور مشاة في إدلب، وبمشروع إزالة أنقاض في 3 أحياء بحلب.
لم يعد الدفاع المدني مجرد منظمة تعمل في الشأن الإنساني، بل بات اليوم تاريخاً وذاكرة مليئة بقصص الإنقاذ ولحظات الأمل بعد الألم، وصرخات الحياة التي تصر على الاستمرار، هم ليسوا مجرد فرق طوارئ، بل حراس لأبناء الشعب السوري، اختاروا أن يكونوا في الصف الأول حين تراجع الجميع، وأن يحملوا على أكتافهم ما عجزت عنه المؤسسات.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار