الوحدة – يارا السكري
أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح أن منظمة الدفاع المدني خلال مسيرتها أنقذت أكثر من 128 ألف مدني، وارتقى 325 متطوعاً من فرقها، حيث لا تزال تعمل بكل مسؤولية في المهمات الموكلة إليها.
وفي الذكرى الحادية عشرة لتأسيس المنظمة أكد الوزير الصالح لـ سانا أن منظمة الدفاع المدني نشأت من رحم الألم، وتحوّلت إلى ذراع وطنية فاعلة في إدارة الكوارث على الرغم من غياب التمويل، وحملات التشويه، والاستهداف السياسي، لتبقى شاهدة على قدرة السوريين على التنظيم والمبادرة، حتى في أقسى اللحظات.
واستعرض وزير الطوارئ بدايات عمل المنظمة من تشكيل فرق تطوعية من أبناء الشعب السوري، تضم أطباء، ومحامين، إلى جانب طلاب وعمال بمهن أخرى تحت مسميات محلية متعددة، منها “الهيئة العامة للدفاع المدني” في الغوطة بريف دمشق، و”فوج الإطفاء الحربي” في حمص، و”الدفاع المدني الحربي” في حلب.
وأردف الوزير الصالح: “في عام 2013، تم ترتيب لقاء جمع 72 قائداً من فرق الدفاع المدني حضر بعضهم والبعض الآخر عبر الإنترنت من المناطق المحاصرة، وتم خلاله توقيع الميثاق التأسيسي للدفاع المدني السوري، الذي عُرف لاحقاً باسم” الخوذ البيضاء” قبل أن يندمج رسمياً ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث.
وأضاف الوزير الصالح: “خلال كارثة الزلزال في شباط 2023، كان للدفاع المدني السوري دور محوري في إيصال صوت المناطق المنكوبة إلى العالم، ما ساهم في فتح المعابر بعد ستة أيام من الكارثة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وحقق إنجازاً في عمليات الإنقاذ رغم الإمكانيات البسيطة”.
ولفت وزير الطوارئ إلى مواجهة فرق الدفاع المدني للحرائق التي اندلعت هذا الصيف في الساحل السوري وغيره من المناطق، حيث عملت الفرق على مدار الساعة بمساعدة فرق داعمة من عدة دول، وقدمت تضحيات بالأرواح خلال عملها، وتوزع عملها على خطوط النار، إضافة إلى إزالة الألغام، وفتح الطرق، حتى نجحت بالسيطرة على الحرائق وإخمادها، وكل ذلك وغيره من الأعمال الإنسانية عزّز جسور من الثقة بين المجتمع والمؤسسات.
وتطرق وزير الطوارئ إلى المرحلة الجديدة من التنظيم التي عقبت اندماج الدفاع المدني ضمن وزارة الطوارئ، حيث تم ضم فرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، والعمل جار على استقطاب كوادر جديدة بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية، ضمن إطار قانوني حكومي، كما تم إطلاق تدريبات ومناورات مشتركة مع الدفاع المدني القطري والفرنسي، كذلك يجري التحضير لبرامج تدريبية في السعودية والأردن لرفع سوية القدرات وتعزيز مرونة العمل الإنساني والمجتمعي.
كما أعرب وزير الطوارئ عن فخره بمتطوعيّ الدفاع المدني بالقول: “شهداؤنا هم سراجنا في العتمة ضحّوا بروحهم لنكمل الطريق، ونبني دولة على أسس صحيحة من الإدارة والحوكمة والعدالة، في كل محنة يظهر بطل وفي كل كارثة ينهض الشعب السوري ليكون أول المستجيبين، وأول الداعمين”.
هذا وتواصل منظمة الدفاع المدني منذ تأسيسها في 25 تشرين الأول عام 2013، مروراً باندماجها ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية في حزيران 2025، وحتّى يومنا هذا أداء مهامها بمسؤولية عالية، مقدّمة التضحيات في سبيل حماية المدنيين، وتعزيز مرونة المجتمع السوري في مواجهة الكوارث الطبيعية والطارئة.