الوحدة – هنادي عيسى
تقع بلدة الهنادي على بعد حوالي 6 كم جنوب شرق مدينة اللاذقية وتشتهر ببساتين الليمون التي تزين محيطها، لكن وراء هذه الصورة الجميلة تكافح البلدة واقعاً خدمياً صعباً، إذ يشتكي أهالي البلدة من نقص الخدمات، حيث أن بلدة الهنادي عانت ما عانته من زلزال شباط ٢٠٢٣ من خسائر بالأرواح والممتلكات.
وللحديث عن هذا الواقع التقت ” الوحدة ” رئيس بلدية الهنادي الدكتور مازن البودي الذي أشار إلى أن أولويات عمل البلدية تنحصر في ترحيل القمامة، وإصلاح أعطال الصرف الصحي كأولويات قصوى إلى جانب تسيير الأعمال الاعتيادية الخاصة بالملكيات من عمليات البيع وعقود الأجار، مضيفاً أن البلدية تعمل على استمرار عمل كوة البريد الخاصة بتسليم رواتب المتقاعدين، حيث تم الاتفاق مع مديرية البريد على تجديد العقد بالقيمة الرمزية السابقة، فالغرض ليس ربحياً بل لتقليل معاناة المتقاعدين وتوفير الوقت والجهد.
أما عن أبرز المشكلات التي تعيق عمل البلدية ذكر البودي أن الأعطال المتكررة للآليات وارتفاع تكاليف الإصلاح، وندرة المحروقات مع قلة الموارد تشكل العائق الأكبر لتحسين الواقع الخدمي في البلدة، كما أن الكثير من الطرقات في البلدة بحاجة إلى صيانة فهي مهترئة ومحفرة وبعضها سالك بصعوبة، كما أن البنية التحتية منهكة.
وأكد البودي أن الواقع المالي هو العائق الأكبر أمام أي عمل، فالأفكار كثيرة والموارد قليلة، لافتاً إلى عدم وجود أية مبادرات لإدارة الموارد في ظل غياب التمويل.
وبالنسبة للمبادرات الأهلية ذكر البودي إلى أنه لا توجد سوى مبادرة واحدة لمجموعة من الشباب قاموا بتأمين حوالي (60) لتر مازوت لترحيل القمامة في محاولة لتخفيف الأزمة.
أما فيما يتعلق بالواقع المائي للبلدة أشار البودي إلى أن الواقع المائي على مستوى مياه الشرب مستقر حالياً مع وجود عطل قديم يمنع وصول المياه إلى منطقة (جور الريحان ) أما على صعيد السقاية، فكان الصيف قاسياً لعدم ضخ مياه الري وجفاف النسبة الساحقة من الآبار بسبب قلة الأمطار وطول فصل الصيف مما ينذر بأزمة حقيقية في القطاع الزراعي الذي تعتمد عليه البلدة.
تبقى بلدة الهنادي، رغم جمالها وموقعها الاستراتيجي، نموذجاً للعديد من المناطق التي تعاني من شح الموارد وتهالك البنية التحتية، حيث تصبح الجهود الخدمية مجرد إسعافات أولية في انتظار حلول جذرية تعيد لها عافيتها.