الوحدة – سها أحمد علي
تتحول الكزبرة الخضراء، التي تشبه نبتة البقدونس في شكلها الخارجي، إلى عنصر غذائي صحي فائق، بفضل رائحتها النفاذة وأوراقها الصغيرة ذات الزوايا المدببة، حيث تكمن في أوراقها وبذورها كنوز من الفوائد الصحية التي تدعم أجهزة الجسم المختلفة.
تأتي في مقدمة هذه الفوائد قدرة الكزبرة على مكافحة الأمراض، وذلك لاحتوائها على مضادات الأكسدة القوية التي تحارب الجذور الحرة الضارة بالخلايا، وفقاً لموقع فيري ويل هيلث “Verywell Health” الطبي. ولا تتوقف فاعلية هذه المضادات عند دعم صحة المناعة وتقليل الالتهابات فحسب، بل تمتد إلى حماية الجهاز العصبي، إذ تُظهر أبحاث أولية دوراً محتملاً لها في تحسين الذاكرة وتقليل أعراض القلق.
وترتبط الكزبرة بشكل وثيق بصحة القلب، إذ تحتوي على مركبات الفلافونويد التي تعمل كمضادات أكسدة قوية. وقد كشفت مراجعات علمية أن هذه المركبات تُثبط الإنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين (ACE)، مما يؤدي إلى استرخاء الشرايين وبالتالي خفض ضغط الدم، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث البشرية لتأكيد هذه النتائج.
وتُسهم الكزبرة في تحسين صحة القلب من خلال دورها الفعال في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول الجيد، بفضل احتوائها على أحماض دهنية مفيدة مثل حمض اللينوليك وحمض الأوليك وحمض البالمتيك وحمض دهني وحمض الأسكوربيك..
وفي دراسة أخرى، كشفت أبحاث مخبرية أن الكزبرة تزيد من إنتاج “البروكولاجين” من النوع 1، المكون الأساسي للكولاجين، وتُكثّف الطبقة الجلدية وتمنع تكون الجذور الحرة في البشرة المتضررة من الشمس. ويُعتقد أن مركب “اللينالول” هو المسؤول عن هذه التأثيرات الواقية من الشيخوخة الضوئية، بل إن زيت الكزبرة العطري أظهر فاعلية كبيرة في علاج أضرار أشعة الشمس.
إلى جانب ذلك، تربط بعض الدراسات بين مضادات الأكسدة في الكزبرة المدعومة بوجود الكاروتينات وبين تقليل الالتهاب وإبطاء نمو الخلايا السرطانية في المختبر، مما يضعها في قائمة المواد المضادة للسرطان بحسب موقع طبي هيلث لاين “Healthline” الطبي.
وتُعد الكزبرة حليفاً قوياً للجهاز الهضمي، حيث يعزّز محتواها الغني بالزيوت العطرية من إفراز الإنزيمات والعصارات الهضمية، مما يحفز الهضم ويحسن عمل الأمعاء والكبد، ويساعد في تقليل أعراض فقدان الشهية.
كما تحتوي الكزبرة على الكالسيوم والمعادن الأساسية الأخرى التي تسهم في الحفاظ على صحة العظام وحمايتها من الهشاشة، إضافة إلى كونها مصدراً غنياً بالحديد مما يجعلها مفيدة في علاج فقر الدم.
وبحسب ويب طب “Webteb”، والطبي “Altibbi”، تلعب الكزبرة دوراً كبيراً في تعزيز عمل الأعصاب والحفاظ على سلامتها، كما تسهم خصائصها المضادة للالتهابات في الوقاية من أمراض مثل الزهايمر.
وعلى الرغم من هذه الفوائد المتعددة، فإن الكزبرة تُعد غذاءً آمناً نسبياً، لكنها قد تسبب تفاعلات تحسسية أو تزيد من التحسس الضوئي للشمس، كما قد تؤدي ملامستها للجلد إلى التهاب وتهيج للبشرة، ولا توجد أدلة كافية على أضرارها على الكلى أو الكبد.