الوحدة – يمامة ابراهيم
موسكو …محطة جديدة للسيد الرئيس أحمد الشرع وهي في حقيقتها الأكثر أهمية وحساسية نظراً لما لروسيا من دور مهم في الملف السوري تؤثر فيه وبكل تجاذباته.
إلى الدولة الأكثر تأثيراً في سنوات الثورة السورية يتوجه رئيس الجمهورية العربية السورية في مسعاه الدائم والمستمر لبناء أفضل العلاقات السورية مع دول العالم انطلاقاً من فهمه العميق لمعطيات ومتطلبات اللحظة السياسية من جهة، ولمتطلبات بناء الدولة العصرية وما يلزم ذلك من علاقات جدية وندية مع الأصدقاء والأشقاء والاستماع إلى منهجهم ومفردات خطابهم الاقتصادي والسياسي على اعتبار أن الحوار وكما تابعنا ثقافة ثابتة وراسخة عند السيد الرئيس أحمد الشرع.
تكتسب الزيارة معانيها ودلالاتها من خلال أهمية الدولتين سوريا وروسيا ومكانتهما وقدرتهما على التأثير الإيجابي في جملة السياسات الدولية والإقليمية والثنائية، حيث بات واضحاً للجميع ثقل سوريا القوي باعتبارها الأقدر على لعب دور متميز في ترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة، وعلى بناء نموذج من العلاقات يجمع بين الانفتاح والحفاظ على المصلحة الوطنية.
تواجد القوات الروسية في سوريا عبر قاعدة جوية ومآل التواجد العسكري الروسي ومستقبله، ومصير المخلوع بشار الأسد، ومطالبة سوريا بتسليمه وتقديمه إلى المحاكمة، ودور روسيا في مشروع إعادة الإعمار. هذه هواجس سوريا التي ستكون حاضرة بقوة وزخم على طاولة الاجتماعات بين القيادتين.
من يتابع النشاط الدبلوماسي السوري لابد وأن يعجب بنجاح هذه الدبلوماسية في كسب المزيد من الأصدقاء، فالسياسة السورية تؤكد يوماً بعد يوم مصداقيتها وقدرتها، وذلك بسبب شفافية الأداء السياسي الذي يطابق بين القول والفعل. بين ما يعلن وما ينفذ، وهذه المصداقية هي مصدر قدرة السياسة السورية على تحقيق نجاحات مؤكدة، وهذا ما ننتظره من زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات والوفد المرافق إلى موسكو.
الزيارة الحدث..لها أهميتها الفائقة وحساسيتها الكبيرة، وهي رغم أنها تستند إلى الإرث الحضاري والمصالح المشتركة للبلدين، وإلى عقود من التواصل الدبلوماسي لم تنقطع إلا في سنوات الحرب الهمجية التي شنها النظام البائد على شعبه. رغم ذلك فإن كلا الدولتين مطالبتان بتغليب المصلحة ولغة الحوار وبحث الملفات بروح المسؤولية، فالاختلاف هو قيمة إبداعية عندما يكون الحوار أداة للتواصل، فبغياب الحوار القائم على عنصري الاستماع والتفهم لا يكون للعلاقات أي معنى إلا معنى التصادم وتكريس منطق القطيعة وهو منطق لا يثمر إلا الشرور والخلافات.
اللغة السليمة، والفكر المنفتح، والرغبة في تكريس المشتركات، وتفهم المصالح المتبادلة هي بعض ملامح السياسة السورية ومنهج عمل الرئيس أحمد الشرع وبكل تأكيد ستكون جميعها حاضرة على طاولة اللقاء المنتظر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو لقاء يترقبه العالم في شرقه وغربه.