فرع طرطوس مستمر في استلام المحصول تدخـّل «السورية للتجارة» أضاء بارقة أمل ورفع أسعار حمضيات سوق الهال
http://www.youtube.com/watch?v=4yagePHqDYg&feature=youtu.be
العدد: 9288
الأحد: 10-2-2019
قال السيد علي سليمان مدير فرع مؤسسة التجارة لـ (الوحدة): بناء على خطة حكومية وتعليمات السيد الوزير والسيد المدير العام للمؤسسة السورية للتجارة ومن خلال فرع المؤسسة في طرطوس تمّ تشكيل عشر لجان استلام للحمضيات في ثلاثة مراكز وهي – خط الفرز والتوضيب في فرع المؤسسة السورية للتجارة – وخط فرز بسمكة- وخط فرز ريا، وتقوم هذه اللجان باستلام المنتج من المزارع وفرزه وتصنيفه حسب الجودة ( نوع أول – ثانٍ – ثالث) ولكي يتم التأكد بأن الشراء يتم مباشرة من المزارع تم طلب ما يثبت حيازته للأرض الزراعية عبر نموذج تصادق عليه الوحدة الإرشادية التي يتبع لها وهذا ما يسد الطريق أمام التجار، وفور الاستلام تحرر استمارة استلام باسم المزارع ويتمكن من قبض ثمن محصوله خلال 48 ساعة من فرع المؤسسة وبشكل مباشر، وأضاف سليمان أن الكمية المستلمة إلى الآن تقارب 400 طن والاستلام مازال مستمراً حتى نفاذ الكمية ،والعمل مستمر بشكل دؤوب لنجدة الأخوة المزارعين وحتى ساعات متأخرة في كل يوم لفك الضائقة التي وقعوا فيها نتيجة الظروف المناخية التي مرت وتوجيهات القيادة كانت صارمة بتسهيل الاستلام وتبسيط الإجراءات والدفع السريع للتعويض على إخوتنا المزارعين الذين يشكلون عماد الاقتصاد الوطني وكنزه الحقيقي.
تكلفة النقل على المؤسسة
وقد سخرت المؤسسة أسطولها من الشاحنات لنقل محصول الحمضيات وتوزيعه على باقي فروع المؤسسة في المحافظات ،حيث سيعرض في صالات العرض ويباع للأخوة المواطنين بسعر تشجيعي وكل فرع سيقوم باستجرار ما لا يقل عن ثلاثين طناً أسبوعياً والكميات الزائدة عن حاجة المؤسسة سيتم تصريفها عن طريق شركة خاصة تعاقدت مع المؤسسة حيث ستشتري كل الكميات الزائدة وتقوم بتصرفها في السوق المحلي أو العالمي.
لقاء ميداني… الحقيقة
توجهنا إلى مركز (ريا) على طريق عام صافيتا كونه المركز الذي يتوسط مزارع الحمضيات في الشريط الساحلي لطرطوس وبسهولة استطعنا الاستدلال على مكانه لشدة ازدحام الشاحنات المحملة والمنتظرة لدورها في التفريغ، التقينا المهندس عاصم بدور رئيس دائرة منافذ البيع وأحد لجان التسويق في مركز ريا واصطحبنا في جولة ميدانية اطلعنا من خلالها على لجان الاستلام وكيفية عملها حيث يستمر العمل فعلياً من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء (تعمدنا أن تكون الزيارة بعد الساعة الرابعة مساء لتبيان الحقيقة وجدية العمل) واطلعنا على كشوفات الاستلام التي تقدر بثلاثين طناً يومياً تستلم من المزارعين من مناطق مختلفة، تحدثنا إلى البعض منهم وسألناهم عن رأيهم وإذا كانت التسهيلات حقيقية أم مجرد تصريحات إعلامية، وبالنسبة لمزارعين تم إنقاذهم من الإفلاس كانت التصريحات إيجابية وأغلبهم عبروا عن فرحهم كون الاستلام غير محدود الكمية وهذا ما يضمن بيع كل منتوجهم.
تصريحات المزارعين وبارقة أمل
المزارع ياسر إبراهيم من قرية مجدلون البحر كان مشغولاً بإفراغ حمولته ويوصي العمال بالانتباه كي لا تتأذى الثمار فيتم تصنيفها بمستوى أقل مما هي عليه، قال: سرعة الاستلام وعدم الظلم في تصنيف النوع عوضنا عن بعض الخسارة التي لحقتنا نتيجة الظروف الجوية التي أصابتنا وخصوصاً أن كل منتوجاتي من نوع (يافاوي وكريفون) والسعر بالنسبة لي مقبول واستلموا اليوم مني طنان وغداً سأجلب نفس الكمية، أما المزارع سليم سليمان والقادم من قرية مشرفة كحلة حكى لنا ظلم التجار في سوق الهال واستغلالهم للمزارع وكيف أنه بعد تسليم منتوجه من البرتقال للمؤسسة بدؤوا بالاتصال معه وإغرائه بالبيع لهم بعد رفع السعر وأنفسهم كانوا يمتنعون عن الشراء وفي أحيان كثيرة كانوا يشترون بسعر لا يعوض ثمن التكلفة وهذا استغلال شديد تحررنا منه، عبد الكريم دغمة من أشد الفرحين وحين سألناه لما هذه الحماسة الشديدة قال أنه من أكبر المنتجين للحمضيات وخسارته كانت ستقدر بالملايين لو لم يتم شراء حمضياته وسبب فرحه أن الكميات غير محددة ويتم شراء كل المنتوج منه حتى آخر حبة ثم اختتم قائلاً (وبدك ياني ما انبسط).
وبالإجمال لمن التقيناهم كان التصريح إيجابياً وأنجدهم من إفلاس حقيقي وضياع تعب سنة كاملة في الزراعة.
سوق الهال وارتفاع في أسهم الحمضيات
أثناء ذهابنا لمركز ريا وقبل وصولنا كانت بعض الشاحنات المحملة على مدخل طرطوس تتوقف على جانبي الطريق فافترضنا وجود مشكلة وتوقفنا لنسأل عن سبب الانتظار وهل هناك من مشكلة أو إعاقات وصعوبات في الاستلام، ففوجئنا بأحد المزارعين يفاوض أحد التجار على السعر لسد ديونه المستحقة عليه لدى هذا التاجر، عرفناه بأنفسنا ورجوناه الكلام، كان المزارع محمود برية من قرية الهويسية التابعة لمنطقة خط الجديد، شرح لنا كيف استدان بعض المبالغ من تاجر في سوق الهال لشراء السماد وبعض المبيدات وعند القطاف كان السعر متدنياً بشكل شديد ولا يشكل حتى ربع التكلفة وكل منتوجه المقدر بعشرة أطنان لا يسد دينه لهذا التاجر لكنه كان مضطراً للتصريف من خلاله وفاء للدين وبسعر أقل ما يقال عنه بأنه إجرام بحق المزارعين ولكنه وبعد شراء الدولة للحمضيات وبسعر مقبول قرر أن يبيع لها ويتحرر من هذا التاجر ليحقق بعض الربح مما جعل التاجر يتصل معه ويرفع السعر رغم أنه كان متوجهاً لمركز ريا وهنا بدأت المفاوضات وتوقف على قارعة الطريق في المكان الذي رأيناه فيه.
من هذه الرواية نكتشف حجم الظلم الذي كان يقع على مزارعي الحمضيات من قبل تجار سوق الهال وكيف ساعد هذا الدعم على رفع سعر الحمضيات في الأسواق ونكتشف أيضاً حجم الأمل الذي صنعته هذه الخطة بالشراء من المزارعين مباشرة وبث روح الأمل والتشجيع على استمرار عطائهم وزراعتهم لتصبح سورية قبلة الإنتاج الزراعي كما صرح السيد الرئيس وتعود أقوى مما كانت.
كنان وقاف