الوحدة – يمامة ابراهيم
تكتسب انتخابات مجلس الشعب أهمية كبيرة على اعتبارها الأولى بعد سقوط النظام البائد ما يعني أننا أمام تحوّل في دور ووظيفة المؤسسة التشريعية يعيد إليها اعتبارها وهيبتها ودورها المغيّب.
الجميع يتطلع بعيون الأمل والتفاؤل، وينتظر التعافي للمؤسسة الأهم التي لم تُعط مساحة من حرية الحركة والفعل طيلة عقود كان عنوانها التهميش المتعمد. يقتصر دورها على الموافقة الغبية، وتمرير ما يطلب إليها من مراسيم وقوانين معدة مسبقاً.
ممثلو الشعب لم يلتزموا مصلحة الشعب في يوم من الأيام، ولم يكن للشعب دور في اختيارهم، والكل يتذكر القوائم المعدة سلفاً حسب قوة النفوذ وقابلية الانبطاح وتمرير الإملاءات.
من هنا يكبر الحلم في عقولنا من أننا سنكون أمام مؤسسة تشريعية تمحي صورة الماضي وتستبدلها بصورة مشرقة من إرادة العمل، وتمثل مصلحة الشعب، وتتبنى توجهاته.
اليوم تتم عملية الاختيار وفق آلية جديدة، وأياً كانت هذه الآلية فإنها تملي على الناخب أن يكون صاحب صوت حر، فالصوت هنا ليس رقماً شكلياً كما كان يحصل بل هو إرادة فعل وقوة بناء وممارسة واعية متحررة من أية ضغوط أو توجيهات.
ولأنّ الجميع اليوم يتطلع إلى وطن معافى، فالصوت سيكون بكل تأكيد لحساب الوطن وليس لحساب أي شخص آخر أياً كان موقعه ونفوذه.
كم نحتاج اليوم إلى ممثلين حقيقيين يحسنون مناقشة القوانين وتبيان مدى شعبيتها وتلبيتها لتطلعات الشعب وحقه بأن يكون شريكاً في سن القوانين التي تشكّل نواظم حياته في المستويات كافة.
مئات القوانين تحتاج إلى تغيير ومثلها إلى تعديل، وفوق ذلك فالتوجهات الجديدة نحو بناء سوريا الجديدة تحتاج بنية قانونية عصرية ومتطورة، وكل ذلك مهام وطنية سينهض بها ويتصدى لها مجلس الشعب القادم.
ساعات قليلة تفصلنا عن الاستحقاق الكبير، وعن الانتخابات المنتظرة، وكلنا نتطلع إليها ونأمل أن تكون بحجم أحلامنا.
تصفح المزيد..