بين الشـط والجبل … شماعة الدولار

العدد: 9287

الخميس 7-2-2019

 

 

 

ربما تفاءلنا وكان لذلك ما يبرره، تفاءلنا عندما اجتهدنا ؟؟؟ المقالات حول قوة الليرة السورية وسقوط سطوة الدولار، وتناسينا أننا لازلنا في زمن المفاجآت وال؟؟ والمواجهات وصراع الارادات.
ربما لم ندرك أننا أمام أنماط وأشكال من الحروب يتقدم فيها شكل ليتراجع آخر قليلاً واليوم نحن أمام نمط لحرب اقتصادية تحمل في طياتها ضغوطاً وحصاراً وعقوبات يتماهى معها وبها أعداء الداخل وتجار الأزمات.
كان من الحكمة أن لا نغوص كثيراً في إهداء التفاؤل، لم نحسب حساباً ليوم نصحو فيه على واقع يبدد نشوة أحلامنا . . واقع نشهد فيه جولة أخرى من التحدي والمواجهة بين عملتنا الوطنية والأخضر اللعين الذي هزمها مرات وعاد اليوم ليهزمها من جديد.
تحدثنا كثيراً في صحافتنا الوطنية عن تحوّل المزاج الشعبي السوري حيال العملة الوطنية، مستندين إلى نسمات منعشة هبت على ليرتنا دافعة بها إلى ميادين الصحوة والانتعاش وفي سياق مهنتنا رصدنا حالات من النزوع الجماعي لطلب الليرة بدلاً من الدولار كما وحاولنا رفع منسوب التفاؤل من أن زمن الذعر الدولاري قد انتهى.
اليوم نتابع بمشهد محزن التدهور المريع لليرة السورية بعد أن وصل سعر الصرف إلى عتبة 540 ليرة في السوق طبعاً ما يعني أن عملتنا الوطنية تفقد تباعاً الكثير من قيمتها، وهذا بدوره يشكُّل عاملاً إضافياً ضاغطاً على أعصابنا وجيوبنا وسويات حياتنا.
ما يحصل يدفع لتساؤل مرير: هل يعقل أن يحصل كل هذا التدهور في عملتنا بعد اتساع مساحة التفاؤل، والحديث عن مؤشرات تعافي الليرة وتوفر بعض عوامل قوتها يضاف لذلك انتصارات الحسم العسكري والسياسي وفوق ذلك ما سمعناه عن انتعاش فروع الاقتصاد ودوران عجلة الانتاج وتأمين مستلزماته؟.
ارتفاع الدولار ألهب الأسعار، وشكَّل ذلك مساحة كبيرة من نقاش المواطنين السوريين مع قناعتهم بما يحاك لنا ومن حولنا والذي من المستحيل أن يمرَّ دون جرعة وجع نتقاسمها جميعاً وتنسحب علينا جميعاً نحن أصحاب الدخول غير المشبوهة.
بنسبة تقارب 25% زادت أسعار السلع، وقد أجريت بنفسي مقارنة بين سلع اشتريتها الشهر الغائب -ولا أقول العام الفائت- وتبين لي هذا الفارق ومنها أسعار المنظفات بأنواعها.
هذا يؤكد الحاجة السريعة لقرارات استثنائية تستند إلى أفكار مبدعة تكون رشيدة وعقلانية. توقف التدهور في عملتنا الوطنية، فسطوة الدولار وضعتنا أمام وضع معيشي غير آمن ولا مستقر بعد أن انسحبت شماعة الدولار على كل السلع والخدمات، وبات الشجار يبررون سلوكهم ويتنصلون من مسؤولياتهم ملقين باللوم على تلك الورقة الخضراء التي لا ترحم ولا تسمع لرحمتهم بالعبور إلى جيوب العباد.

إبراهيم شعبان

 

 

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار