المرطبـــات والبوظـــــة.. كـيف يمـكن قــــراءة صلاحيتهـــا؟

العـــــدد 9408

الثلاثـــــــاء 20 آب 2019

يكثر في فصل الصيف انتشار المرطبات والعصائر والآيس كريم بكافة أنواعها وأشكالها، فلأسواق الصيف خصوصية من حيث المأكولات والمشروبات والترويح عن النفس، وحركة المواطنين باتجاه القرى والمسابح والمصايف والمنتزهات والشواطئ البحرية تترافق يتناول المشروبات بأنواعها، ومن الطبيعي مع ارتفاع درجات الحرارة أن يزداد الطلب على البوظة والمرطبات، وأمام هذا الطلب تكثر حالات الغش والبيع بطرق بعيدة كل البعد عن النظافة والسلامة الصحية، حيث يكثر الباعة الجوالون الذين يبيعون المواد المكشوفة المعرضة للغبار وأشعة الشمس المرتفعة الحرارة التي تترافق مع انتشار كافة أنواع الحشرات والذباب والبعوض.
جاذبة للجراثيم والأمراض
وللاطلاع على الواقع العام لبيع المرطبات والبوظة وكيف يتعامل الباعة مع هذه الأغذية عالية الحساسية والمصنوعة من الحليب والدهون والسيلكلوز والسكر والبيض والتي هي سريعة وشديدة اكتساب الجراثيم والبكتريا قمنا بالجولة التالية على الأسواق وأجرينا اللقاءات التالية:
المواطن سعد قال: هناك فوضى شائعة في الشوارع والطرقات والمسابح والشواطئ والمنتزهات بصحة بيع المرطبات والبوظة والثلاج وحتى اليوم الباعة مضطرون للبيع بالطرق التقليدية القديمة معرضين هذه المنتجات للجراثيم، ونحن لا نريد أن نقطع بأرزاق الناس لأن عشوائية البيع تكمن بعدم وجود أشياء مصنوعة للغرض نفسه ببلدنا تخص الباعة الجوالين باستثناء المحلات التي توجد فيها آلات وأجهزة لبيع الثلاج والمرطبات والبوظة، مؤكداً بأن البوظة مادة حساسة فهي تجمع الكثير من الجراثيم، وفي فصل الصيف تكثر حالات الغش من قبل المنتج والبائع لذلك لابد من الرقابة الصحية والتموينية على كافة محلات ومنتجي وبائعي وجوالي هذه المادة.
وبدورها أكدت السيدة عبير أن البوظة والمرطبات والثلاج من الأغذية الهامة في الحياة اليومية لأطفالنا وللكبار أيضاً فمع ارتفاع درجات الحرارة يقوم الجميع بشرائها لكن الكثير منها يكون مخالفاً للصحة العامة بسبب وجود مخالفات كثيرة أهمها طريقة صنع هذه المواد حيث لا يوجد تاريخ صلاحية لها ولا المواد المصنوعة منها، ونوهت إلى أن أسعار هذه المواد مرتفعة بالإضافة إلى سوء تخزينها مما قد يؤدي إلى تكاثر الجراثيم ضمن هذه المادة التي يقوم البائع ببيعها للمواطن، وأضافت بأنها تنصح بضرورة التوعية من قبل كافة الجهات والأهل بعدم شراء البوظة والثلاج والحلويات المكشوفة والمعرضة للغبار ولأشعة الشمس وسوء التخزين بسبب تكاثر الجراثيم والبكتريا فيها.
انطلاقاً من المتابعات الميدانية لموضوعنا وعطفاً على ما سبق وإلى ما تمت الإشارة إليه بكيفية التعامل مع أغذية الصيف المتمثلة بالبوظة والآيس كريم والثلاج والمرطبات نعلم ويعلم جميع الأهل بأن البوظة من أكثر المواد معرضة لتكاثر الجراثيم فهناك جراثيم هوائية خارجة عن إرادة المنتج لأنها تنتقل في الهواء وهناك جراثيم سببها عدم نظافة المحل أو البائع أو العامل أو البائع الجوال ومكان العمل وبسبب الحرارة العالية وإذا لم تكن هذه المواد محفوظة بشكل جيد ستصبح فاسدة وستتكاثر الجراثيم فيها.
تفيدنا ثناء بوجود مخالفات في كافة أنواع البوظة والمرطبات والعصائر مشددة على ألا تكون هذه المخالفات خاضعة للمساومة وغير قابلة للتسوية وأن تكون عقوبتها مناسبة ورادعة للمخالفين فيها، وإن جسامة ونوع المخالفة تكمن بوجود جراثيم الكوليغورم وهي جراثيم مضرة فيها وهو ما يعني أن بعض منتجي البوظة قد يستخدمون مياه ملوثة في صناعتهم مما يستدعي استنفاراً لمتابعة هذه المادة ومراقبتها بشدة في فصل الصيف لزيادة الإقبال عليها كباراً أو أطفالاً، وأشارت إلى أن المخالفات تكثر في الورشات الصغيرة وغير المرخصة، حيث تنتشر المخالفات في الأسواق بسببها، كما وتوجد مشكلة أخرى وهي عربات الجوالين التي تبيع هذه المواد على الطرقات وفي الحدائق والكورنيش وهي تفتقر إلى السلامة الصحية ونوعية المواد غير السليمة صحياً والتي يستخدمها في صناعة عصائر الثلاج.

كيفية بيع تلك الأغذية
وحتى نقترب من الواقع توجهنا إلى أحد بائعي المرطبات فقال أحدهم: نقوم ببيع تلك المواد تحت مسمى المرطبات وفقاً للشروط الصحية الخاصة بممارسة نشاط بيع العصائر والآيس كريم فالمحل مجهز بالبرادات الخاصة لذلك ونحن نتأكد من تاريخ الصلاحية والانتهاء بشكل مستمر، وأكد بأنه يبيع المثلجات التي هي عبارة عن حلوى مجمدة معدة من الحليب والسكر وبعض المنكهات وتضاف إليها الفواكه وهي في فصل الصيف تلقى رواجاً من قبل المستهلكين لذلك فإن تلف هذه المادة يبقى ضئيلاً أو قليلاً جداً كونها تحفظ في أماكن خاصة لها.
وأضاف حول الأسعار، نحن نقوم ببيعها وفقاً لما تحدده حماية المستهلك حيث نحصل على هامش ربح بسيط من المعمل أو التاجر فهناك مرطبات تأتي من المحافظات الأخرى ومنها صناعة محلية.
وبدوره أكد لنا صاحب محل آخر إن المرطبات والبوظة تعد من المثلجات وهي بشكل عام تباع في فصل الصيف فمنها يكون بالمكسرات والآخر قد يكون بأنواع أخرى لذلك فإن تلك المواد تحفظ في أماكن خاصة لها وحمايتها بطرق صحية، وعندما يوجد أي خلل من المرطبات حتماً يكون ناتجاً من المصدر لأننا نحن كمحلات نقوم بحفظه وبيعه فقط والمواد الأخرى المجرثمة أو غير الصالحة قد تكون من المصدر أو سوء في النقل كون هناك جهة مختصة تقوم بمراقبة المعامل المعروفة في المحافظة قبل أن تصل وأكد بأن الآلة التي نصنع فيها الثلاج هي عبارة عن آلة مستوردة تقوم بخلط العصائر مع الثلج حتى تعطي ما نشاهده ونحن بشكل عام ملتزمون بالشروط وآلية عملها حيث نقوم ببيعها بشكل مباشر عندما يريد الزبون شراءها، وأكد بأن سبب ارتفاع أسعار المرطبات والبوظة يعود إلى غلاء أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعتها من جهة، ومن جهة أخرى أجور النقل والخدمات الأخرى المتعلقة بالضرائب العامة والكهرباء والماء وأجور العمال.
وأيضاً تحدثنا مع بائع يتجول على دراجته الهوائية وهو في العقد الثالث فقد حدثنا بجرأة تامة قائلاً: لديّ برادان بلاستيكيان أقوم بشراء مادة البوظة من أحد المحلات بالمدينة وهو عبارة عن معمل بوظة وأقوم بالتجوال بين دوائر الدولة والحدائق العامة والكورنيش وشواطئ البحر وأبيع البوظة، وكما تلاحظين فالأدوات نظيفة والعلب فارغة أضعها ضمن كيس بلاستيكي شفاف وإن وجدت الجراثيم كما تقولين لي فهي من المعمل والمصنع.
بعد عرضنا هذا نقول إن المخالفات لا تأتي من البائعين فقط فالبائع مسؤول عن سوء التخزين وإن المخالفات تكمن في نوعية المياه المستخدمة ونوعية مادة الحليب التي تعتبر وسطاً مناسباً لنمو وتكاثر الجراثيم ولا نقول بأنه توجد مخالفات بحد ذاته، إنما توجد مخالفات مقصودة سواء من المنتج أو البائع قد تحدث أحياناً نتيجة إهمال قواعد وشروط السلامة العامة للمثلجات الغذائية.
مراقبة المحلات وتنظيم الضبوط
ولأهمية هذا الجانب صحياً أكثر مما هو سعرياً وما يندرج على عاتق الجهات الرقابية والصحية بطريقة بيع هذه المواد في الأسواق كانت في جعبتنا الكثير من الأسئلة تم طرح القليل منها على السيد المهندس إياد جديد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية الذي حدثنا عن كيفية رقابة هذه المنتجات والإجراءات المتخذة حيال ذلك والمجهولة المصدر منها وشروط البيع والتخزين وبيانات المنتج فقال:
توجد ضمن دائرة حماية المستهلك شعبة تدعى شعبة العينات مهمتها سحب عينات من الأسواق سواء كانت هذه العينات غذائية أو غير غذائية فهي تقوم بشكل دوري بإحالة هذه العينات إلى المخبر لديها لإجراء التحاليل اللازمة حيث تقوم بتحليلها من الناحية الجرثومية ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية وفي حال أثبتت مخالفة العينة تقوم مباشرة بإحالة المخالف إلى القضاء المختص مع حجز المواد التي أثبتت مخالفتها.
وأضاف جديد: عملنا كشعبة حماية المستهلك في هذا المجال على تقسيم المدينة إلى قطاعات رئيسية ومتابعة الأسواق من خلال سحب العينات من هذه المنتجات ومتابعة صلاحيات المواد الغذائية وتداول الفواتير بين حلقات الوساطة إضافة إلى متابعة الإعلان عن الأسعار في الأسواق فقد تم مؤخراً تنظيم الضبوط وفق القانون رقم /14/ قانون حماية المستهلك حيث تم تنظيم الكثير من الضبوط بشكل يومي وإحالتها إلى القضاء وهناك مراقبة للمحلات وخاصة بفصل الصيف حيث يتم تكثيف الدوريات لقمع أي مخالفة قد تحدث.
وأكد جديد بأن هناك تنسيق مباشر بين حماية المستهلك والارتباط مع المشافي العامة حول أي حالة تسمم غذائي سببها تناول مشروبات فاسدة، ولدى المديرية خطة عمل لرقابة هذه المواد وتحليل العينات وتسليمها إلى مخبر مديريتنا.
وفيما يخص البوظة والعصائر بين جديد أنه تم سحب عينات عشوائية في هذا الشهر من كافة المواد في الأسواق حيث بلغ عدد العينات المسحوبة حتى تاريخ اليوم 106 عينات من الأسواق وقد ثبت مخالفة 35 عينة للمواصفات و47 عينة قيد التحليل.
الشروط والأنظمة المتبعة
وعن الشروط التي يجب أن يتبعها أصحاب محلات العصائر والمشروبات والبوظة لتجنب التسمم الغذائي تحدث المهندس كنان محمد سعيد رئيس دائرة الرقابة الصحية والسياسات في مجلس مدينة اللاذقية: مهمتنا الرقابة الصحية على جميع المحال التي تتعامل مع هذه المواد التي لها علاقة بالصحة العامة والتأكد من ضمان وصولها للمواطن صالحة للاستهلاك البشري إضافة إلى التزام المحال المرخصة بالشروط الصحية والتراخيص الممنوحة وضبط المحال التي تمارس المهنة دون الحصول على الترخيص الإداري وترخيص مزاولة المهنة للمحال كافة داخل المدينة.
أما بالنسبة للمسابح والفنادق السياحية لدينا لجنة خماسية مؤلفة من خمس مديريات من (سياحة- مالية- بيئة- حماية مستهلك- مجلس مدينة أو قرى) مهمتها مراقبة صحية على هذه المواد ووضعها في أماكن مناسبة بعيدة عن أشعة الشمس والالتزام بشروط التخزين، وذلك بوضعها ضمن برادات خاصة.
ونوّه سعيد إلى أن كافة الشروط الصحية التي تقوم بها مع الجهات المعنية الأخرى هدفها الأول والأخير تقديم أطعمة صالحة للاستهلاك وخاصة في فصل الصيف للحد من حدوث حالات التسمم الغذائي.
وعن أهم الشروط الصحية للعصائر والمشروبات والبوظة أفاد سعيد:
من أهم ما يمكن أن يلتزم به الباعة هو استخدام أوانٍ غير قابلة للصدأ لما تسببه من مشاكل صحية كثيرة والتأكد من المواد المستخدمة وأن لا تكون فاسدة من حيث الرائحة أو الملمس ووضع العصائر ضمن برادات تعمل على مدار الـ 24 ساعة مع وجود مولدة.
وأضاف سعيد: يجب الاهتمام بالنظافة ونظافة العمال وارتدائهم اللباس الموحد مع تقليم الأظافر وتعقيم الخضراوات المستخدمة وعدم تخزين الوقود داخل المحل والحصول على بطاقات صحية والبند المقابل لها من الأنظمة مع إغلاق المحل، وأن تضع النفايات في أكياس محكمة الإغلاق وترحيلها بشكل دائم.
وعن مادة البوظة يقول سعيد: (الآيس كريم) مادة أساسية في فصل الصيف وهي مادة حساسة ويمكن أن تجذب الكثير من الجراثيم لأن الحليب هو المادة الأساسية في صناعتها والمواد المستخدمة في صناعة البوظة يجب أن تكون مرخصة ترخيصاً نظامياً من قبل وزارة الصحة ويجب عدم استخدام أي نوع من أنواع الملونات غير المسموح بها صحياً للتلوين، وبشكل عام من أهم الشروط الصحية عدم استخدام الحليب المجفف البودرة بها.
وأضاف سعيد: كما وتتأكد دائرة صحة البلدية من الشروط الصحية للمحل من حيث الأرضيات والسراميك والرخام والجدران والفلاتر الهوائية لمنع دخول الغبار ودخان السيارات، ولا بد لمحلات بيع العصائر التقييد لتام بالفصل بين أماكن التحضير والإعداد والتجهيز وبين صالات البيع، داعياً في ختام حديثه أي مواطن يلحظ وجود أية مخالفة تتعلق بهذه المواد إبلاغ دائرة الشؤون الصحية في البلدية عنها لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق مرتكبيها.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار