غرفة نــــوم «الـــزان» بمليون ليـــــرة وأكثــــر…

العـــــدد 9408

الثلاثـــــــاء 20 آب 2019

ارتفاع أسعار المفروشات يبعدها عن متناول المقبلين على الزواج

 

الأثاث المنزلي من الحاجات الضرورية التي باتت تثقل كاهل جيوب المواطن, فقد ارتفعت أسعار هذه المواد عشرات الأضعاف عن السابق، وذلك بسبب عوامل عديدة منها الحصار الاقتصادي ورغم أن صناعة الموبيليا والمفروشات تعد هي المهنة الأكثر وجوداً في الصناعة، فإن الشاب المقبل على الزواج اليوم يحسب ألف حساب لشراء أبسط مقتنيات المنزل سواء كانت غرفة نوم أو طقم (كنبايات) التي تعد مع الأدوات الكهربائية وغيرها من الوسائل الهامة لكل منزل.
كما أن الذين يمتلكون المنازل والأثاث باتوا يحافظون عليه قدر الإمكان, لأن تغيير أي قطعة أو صيانتها يتطلب دفع مبالغ باهظة مما يجعلهم يتركونها تزداد سوءاً دون أي شكوى, لأن هناك متطلبات للحياة أهم من ذلك, ألا وهي لقمة العيش حيث أضحى امتلاك غرفة النوم وفي ضوء الأسعار الحالية والغلاء الفاحش لتلك الأسعار يعادل شراء منزلاً كاملاً في السابق حيث وصل سعر غرف خشب الزان إلى المليون ليرة وما فوق.
استطلعنا بعض آراء المواطنين حول الأسعار الحالية حيث أعلنت الأغلبية التي التقيناها قبولها بالعروض التجارية المقدمة في صالات العرض لاستكمال القطع الضرورية والهامة, رغم علمنا بسوء صناعتها وتردي جودتها.
حيث قال أحد من التقيناهم: نلجأ إلى المفروشات المستعملة بسبب الأحوال المادية السيئة, لكونها الأرخص ثمناً ولعدم وجود طاقة لنا بشراء الأثاث الجديد.
أما السيّدة حنان الدنيا فقالت: صحيح أن تغيير الأثاث يضفي البهجة والفرح والسرور إلى قلب كل أسرة, إلا أن الحلم لن يتحقق بسبب حاجاتنا للمواد الأساسية أو الاستهلاكية حيث لم يعد بمقدورنا شراء أو صيانة أي قطعة منزلية.
وفي أحد المحال التجارية التقينا الشاب محمد .د في العقد الثالث من العمر يشتري غرفة نوم والذي كان ينظر إلى المعروضات بتأفف وامتعاض يرافقه التمعن الواضح للأسعار التي باتت تحلق عالياً حيث أكد بأن هناك معاناة قاسية لتأمين احتياجات المقبل على الزواج, لافتاً إلى أن الأسعار لا تتناسب مع الميزانية, لأننا من ذوي الدخل المحدود الذين يعتمدون على المشاركة بالجمعيات مع زملاء العمل أو على القروض أو على مساعدة الأهل قدر الإمكان لشراء مستلزمات بيت الزوجية الذي بات يفوق إمكانياتنا.

12 ضبطاً تموينياً لعدم الإعلان وحيازة فواتير خلال الشهرين الماضين

 

السيدان محمد الجانودي، بشار الجانودي صاحبا محلات مفروشات الجانودي: نبيع منتجاتنا بأسعار مخفضة أي جملة, وحركة المبيعات ضعيفة بسبب ضعف القدرة الشرائية, وقد تراجعت هذه المبيعات بسبب الظروف الصعبة التي تعرضنا لها, وغلاء أسعار المواد المستخدمة في المهنة, وبضاعتنا مكفولة فنحن مسؤولون عن صيانتها مدى الحياة، فنحن نستخدم الميلامين وخشب الزان والشوح, أما بالنسبة للأسعار، فغرفة النوم من 100-300 ألف ليرة، غرف المائدة 100-250 ألف ليرة سورية، وكمودينة الأحذية من 15- 35ألف ليرة, والطاولات من 45- 60 ألف ليرة, البلوريات130 ألف, غرف الأطفال من 150 -250 ألف ليرة، السرير المفرد 20-35 ألف ليرة وقد يصل إلى 40 ألف ليرة وذلك حسب الجودة، أما ما يتعلق بالفرش السرير المفرد من 40 – 45 ألف ليرة سورية و65 ألف سليب كونفورت.
السيد محسن علي ميا صاحب منشأة لتصنيع المفروشات والأثاث المنزلي في كرسانا أكد أن حركة المبيعات ضعيفة لا تتجاوز 5% , والسبب يعود لارتفاع أسعار الملامين, حيث نقوم بتفصيل غرف النوم من مادة الملامين, ونرى تدرجات بالأسعار ما بين ارتفاع وانخفاض, بسبب ارتفاع الدولار, وبالتالي الأقمشة والإسفنج والدهان وكافة مستلزمات النجارين, فقد أصبح سعر المتر للقماش يتراوح ما بين 4000- 8000 ليرة سورية, ولوح الملامين 16 ألف ليرة وغرفة النوم من 300 – 350 ألف ليرة، طقم الكنباية 150-175 ألف ليرة والنوعية ذات الجودة العالية 450 ألف ليرة، ونعمل حالياً حسب الواقع الراهن فالأسعار أرهقت وأثقلت كاهلنا فهناك الضرائب والمعاناة من انقطاع الكهرباء المتكرر نستخدم مادة الملامين فهي الدارجة حالياً, ونضع الموديلات التركية, رغم أن خشب الزان أو اللاتيه هو الأفضل, بسبب الرطوبة العالية في الساحل السوري فالملامين يحتاج للمنزل المشمس صحيح أنه نوعية لا بأس بها إلا أننا يجب عدم تعرضه للماء بشكل دائم للحفاظ على رونقه وثباته.
المواد متوفرة وبشكل دائم للنجارين, حسب ما يقال (على قد بساطك مد رجليك) فهناك زبائن تطلب النوعية التجارية وتفرش بيتها بالكامل بـ 500 ألف ليرة, والآخرون أصحاب الأموال يفرشون منازلهم بأكثر من عشرة ملايين ليرة سورية،
وهناك معاناة حقيقية أهمها عدم توفر الكهرباء, وتأمين المحروقات، وارتفاع الدولار أثر سلباً وسبب جموداً واضحاً في الأسواق بالإضافة إلى أجور اليد العاملة فالعامل يوميته لا تقل عن 10 آلاف ليرة سورية، وأي غرفة نحتاج لصناعتها شهراً كاملاً رغم أن الأرباح نسبتها قليلة.
وأحد المتاجر في صالات المفروشات يقول: معاناتنا واضحة حيث يترتب علينا تكاليف عديدة من أهمها أجور العمال وتأمين المحروقات بسبب انقطاع الكهرباء وكلفة القماش ومواد الخام والدهان، وأقتني في الصالة نوعية عالية الجودة من خشب الزان وغرفة النوم تتراوح ما بين مليون و200 ألف ليرة وما فوق، وطقم الكنبايات من 900 ألف وما فوق والطاولات بحدود 165 ألف ليرة.
السيد جهاد برو رئيس اتحاد الحرفيين في اللاذقية يشير إلى أن عدد المنتسبين للجمعية الحرفية للنجارة 1212 حرفياً، وعدد الحرفيين غير المنتسبين للجمعية يتراوح ما بين 700-800 حرفي، ويعتمد الحرفي في صناعته لأخشاب الشوح والسويد والزان والسنديان واللاتي المعاكس الهندي MDF ومن أهم الصعوبات التي يعاني منها الحرفي هو تأمين مقاسم في المنطقة الصناعية، حيث خصص مجلس المدينة 330 مقسماً وبقي 800 مقسم غير مخصص، بالإضافة إلى ارتفاع ضريبة الدخل ونطالب مجلس المدينة ضرورة استكمال تأمين الموقع في المنطقة الصناعية لاستيعاب الحMDFرفيين كافة.
المهندس إياد جديد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ورداً على سؤالنا حول عدد الضبوط لمحلات الموبيليا، والإجراءات التي يتم اتخاذها بحق المخالفين، وكيفية تنظيم الضبوط ومدى متابعتها يقول: تواصل المديرية جهودها بمراقبة الأسواق لمواجهة أي غش وضبط المخالفين سواء من حيث الإعلان عن الأسعار وتداول الفواتير، ووضع المواصفات على كل قطعة من حيث نوعية الخشب سواء كان زان أو قشر جوز أو MDFوغيرها.
وتتفاوت الأسعار حسب أنواع الخشب المستخدم من قبل الحرفيين، لذلك يجب الإعلان عن الأسعار منعاً لغش المستهلك والتلاعب بها، والأسعار لها بيانات تكلفة مكتبية ونسبة الربح 10% للمستورد، وتاجر الجملة أو المنتج أو المفرق، وبعد المراقبة يتم إعداد التقارير اللازمة في ضوء الأسعار، وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة فيما يخص الموجودات، وفي حال لم يتم الإعلان عن الأسعار تنظم الضبوط اللازمة
وفي حال عدم التصريح عن المواصفات يتم تنظيم ضبط عدم وجود بطاقة مواصفة ويتم حجزها وتحويلها إحالة الضبط إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وقد بلغ عدد الضبوط (12) ضبطاً تموينياً خلال الشهرين الماضيين بسبب عدم الإعلان عن الأسعار وعدم حيازة الفواتير.
وأخيراً لا شك أن المواطن هو الخاسر الأكبر لأن الأسعار تفوق الخيال فقد طالت المنتجات كافة وبات الأمر صعباً وخاصة المقبلين على الزواج، كونهم يعيشون حالة تدني المستوى المعيشي مما سببت هذه الحالة إلى ضعف القدرة الشرائية وزيادة حالات العنوسة في مجتمعنا.

مريم صالحة 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار