الوحدة ـ رنا الحمدان
في ظل تفاقم أزمة المياه في العديد من مناطق محافظة طرطوس، والتي وصلت في بعض القرى إلى أكثر من 50 يوماً من الانقطاع المتواصل، برزت تساؤلات جادة حول أسباب تراجع منسوب المياه في بعض الينابيع الحيوية، وعلى رأسها نبع “عين الفوقا” في مدينة الدريكيش.
وفي هذا السياق، أكد رئيس بلدية الدريكيش محمد الجعفوري، عن قيام الدائرة الفنية في البلدية بإجراء كشف ميداني دقيق على النبع، بهدف تحديد أسباب ضعف الضخ، وذلك باستخدام كاميرا مائية متطورة، تبرع بها مشكورين كل من السيد سائر الراعي والسيد ضياء يونس.

وأشار الجعفوري إلى أن النتائج الأولية للفحص أظهرت عدم وجود أي عوائق داخلية بسبب جذور الأشجار، كما كان يعتقد سابقاً. وعليه، تم حصر الأسباب المحتملة لتراجع ضخ المياه بالجفاف العام الذي تعاني منه كامل المحافظة، نتيجة التغيرات المناخية وتراجع الهطولات المطرية، وتأثير أحد الآبار التابعة لمعمل تعبئة المياه القريب من النبع، حيث يُعتقد أن سحب المياه الجوفية من هذا البئر يؤثر على مخزون النبع، إضافة للهزات الأرضية والزلازل التي شهدتها المنطقة مؤخراً، والتي تغيّر في بنية الطبقات الجيولوجية المغذية للنبع.
وأكد رئيس البلدية أنه سيتم قريباً إيقاف الضخ من البئر الأقرب إلى النبع من بين الآبار العشرة التي تغذي معمل المياه، وذلك بشكل تجريبي ولمدة محددة، بهدف مراقبة أثر هذا التوقف على قوة تدفق مياه النبع، وفي حال لوحظ تحسن في الضخ، سيكون من الممكن استمرار تشغيل المعمل دون هذا البئر، حفاظاً على نبع “عين الفوقا” كمصدر طبيعي مهم للمياه.
وتأتي هذه الخطوة في إطار معالجة أزمة المياه المتفاقمة التي تعاني منها المنطقة.