رقم العدد 9402
الاثنين 5 آب 2019
بدأت (مظاهر) الاستنفار للعيد في القطاعين العام والخاص، لدرجةٍ يوحى فيها للمواطن أنّ الجميع ساهرون من أجل أن يقضي عيداً (استثنائياً)!
واجهات المحلات تخبرنا بتشكيلات واسعة من كل ما قد نفكّر باقتنائه أو شرائه من ألبسة وحلويات ومأكولات، والأهمّ من ذلك أنّها تغرينا بـ (أسعار مناسبة)، وتكاد تُقسم بالله أنّها لا تربح منّا، وأن هدفها هو فرحنا وسعادتنا فقط..
صدّقناكم، ولا داعي لأي (يمين)، وشكراً لكم ونتمنى لكم أيضاً عيداً سعيداً على أن تعوّضوا (عذابكم) معنا في مرحلة ما بعد العيد..
الجهات الرسمية أيضاً تدخل على ذات الخط: السورية للتجارة أعلنت عن تخفيضات، والصحة أعلنت عن استنفار مراكزها، وستتحدث الداخلية عن العيد في بياناتها القادمة، ولن تغيب (محروقات) عن المشهد، وربما تتكرّم علينا الكهرباء بـ (عطلة منوّرة).. إلخ.
شكراً على كلّ شيء، ولكن هذه الحالة لا يصحّ أن تكون موسمية (في العيد فقط)، وطالما بالإمكان تحقيقها في العيد فلماذا لا تكون خارج أيام العيد وخاصة ما يتعلق بالاستنفار الصحي وبتخفيضات السورية للتجارة؟
ليس شرطاً أن يكون كلّ ما يُعلن عنه صحيحاً وخاصة من قبل القطاع الخاص، ولكن مثل هذا الإجراء يفضح جشعه والمسألة لا تحتاج إلى أدلة وبراهين، ومن يعلن عن تخفيضات تصل حتى 50% فإنه يصرّح علانية أنه كان يربح أكثر من هذه النسبة، والسؤال: هل ستردّون علينا بعدد الضبوط يا حماية المستهلك أم بحلّ جذري يلغي ريوعكم من هذه الضبوط ويكرّس أخلاقيات (سوق) معينة، ترضي الطرفين: البائع والمستهلك؟
غانم محمد
ghanem68m@gmail.com