تحـــت رحمـــة التعاقـــدات المركزيـــة!

العدد: 9393

الثلاثاء23-7-2019

 

صلنفة (1330 متراً عن سطح البحر)، حادثة هزت الوجدان الكهربائي (منذ عدّة سنوات) من اللاذقية إلى دمشق… يوم عاصف يتلقى فيه مركز صلنفة بلاغاً عن عطل كهربائي على أحد خطوط التوتر المتوسط، يستنيب رئيس المركز عن عمّاله في إصلاحه، تجرى ترتيبات الإصلاح مع قسم كهرباء الحفة لقطع التيار عن منطقة العطل، الرجل معلّق على الأبراج والعامل في قسم الحفّة ينتظر تعليمة هاتف من مركز صلنفة لوصل التيار غير أن رئيس المركز يقف عند حافّة حظه على عثرة صدفة تروي الحكاية أنه تمت إعادة التيار قبل انتهاء الإصلاح، صعق كهربائي تسبب بتلف أنسجة الجسم لم تمنع معها مراحل العلاج من سورية إلى الخارج الذي تكلفت به وزارة الكهرباء من بتر أطراف الشهيد الحي.
تتكرر الحادثة مّرة ثانية في (البدروسية)، العامل النشيط يتأبطّ بذراعيه وقدميه خط التوتر المتوسط زحفاً إلى مكان العطل المشار إليه وقبل أن ينجز المهمة شحنة كهربائية (هاربة) ترميه أرضاً فينزف كثيراً وترديه قتيلاً..!
تتكرر مآسي الكهرباء مرّات أخرى، وتخسر شركة اللاذقية كل عام وسطياً اثنين من خيرة عمّالها صعقاً بالتيار الكهربائي الذي يغدّر بهم رغم عقدهم صلحاً معه، عبر تحضيرات وإجراءات احترازية، يقال إنها غير كافية، فثمة ما ينبغي ترتيبه قبل المباشرة بأي إصلاح، التأريض وارتداء الخوذ والبدلات العازلة وقطع التيار واستخدام البندقية ولبس الأحذية والأحزمة والكفوف و(الابتهال) على سجّادة التأريض صلاة للعامل و…
لكن.. سلق الوقت والاستسهال والثقة بالنفس (العدو اللدود للأمن الصناعي) جميعها من الأعراض المزمنة لوقوع الكارثة.
هيكلياً للتدريب والأمن الصناعي دائرة في شركة كهرباء اللاذقية، ووجودها لا يقطع شكّاً بيقين عن فاعليتها يقول رئيسها: (واجهتنا صعوبات خلال السنوات الماضية في تأمين مواد الأمن الصناعي من الأسواق العالمية) نتيجة ظروف الحرب والحظر الاقتصادي الظالم المفروض على بلدنا، وتسعى المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء بشكل دائم للتعاقد مع عدد من الشركات الرائدة في هذا المجال لتوريد أدوات الحماية الأساسية، الجماعية منها (أجهزة تأريض شبكات، كواشف توتر) أو الفردية (أحزمة أمان)، قفّازات عازلة، قفّازات عمل، قبّعات واقية وعازلة، أحذية عازلة، أحذّية واقية من الصدمات لتغطية النقص الحاصل)
تأمين هذه المواد ليست مزحة سمجة للتباهي قد لا يعلم بها الجميع وقد لا تكون ملبية في جميع أقسام المحافظة وهي عهدة شخصية لعامل دون رفقيه في موقع الإصلاح نفسه… بين عامي 2015-2017 سلّمت شركة كهرباء اللاذقية 25 حزام أمان و10 سجادات عازلة و20 حذاء مقاوم للصدمات و25 قبعة واقية و25 أخرى بمصباح و10 كواشف متوسطة و10 منخفضة و5 أفرولات عمل و جهاز تأريض مراكز تحويل 10 أجهزة تسلق و40 كفّاً عازلاً و21 سلّماً عازلاً.
وفي العام 2018 استلمت الشركة 75 سترة عاكسة للطوارئ و200 لباس مطري و50 بيلاً كاشفاً و300 كف عمل.
وعام 2019 استلمت 70 جهاز تسلق و50 حزام أمان و50 حذاء مقاوماً للصدمات و100 جزمة مطاطية.
وهذا ليس نهاية المطاف والتسليمات جديدة إن حدثت تبقى مرتهنة للتعاقدات الحصرية للمؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء، وذلك بعد أن سحبت تعويضات بعينها كانت منحتها سابقاً لشركة كهرباء اللاذقية.

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار