الوحدة:18-8-2025
تعد قلعة المرقب من أبرز القلاع الأثرية في سوريا، حيث تتميز بموقعها الاستراتيجي وتصميمها المعماري الفريد الذي جعلها من أقوى الحصون الدفاعية في العصور الوسطى.
تقع القلعة في مدينة بانياس الساحلية، على ارتفاع يتيح لها رؤية بانورامية واسعة، مما منحها أهمية استراتيجية كبيرة عبر التاريخ.
يرجع تاريخ بناء قلعة المرقب إلى العصر البيزنطي، لكن شهرتها ازدادت خلال الحقبة الصليبية، حيث أعاد فرسان الإسبتارية بناءها في القرن الثاني عشر الميلادي. أصبحت القلعة مركزاً عسكرياً مهماً للصليبيين، لكن صلاح الدين الأيوبي حاول السيطرة عليها دون جدوى.
في عام 1285، تمكن السلطان المملوكي قلاوون من فتح القلعة بعد حصار دام 33 يوماً، لتصبح بعدها جزءاً من الدفاعات الإسلامية في المنطقة.
* أهمية القلعة عبر العصور
بعد سقوطها بيد المماليك، أصبحت القلعة مركزاً إدارياً وعسكرياً مهماً. وخلال العهد العثماني، استمرت في لعب دورها الدفاعي، لكنها فقدت أهميتها مع تطور الأسلحة الحديثة. اليوم، تعد القلعة وجهة سياحية بارزة، حيث يأتي الزوار لاكتشاف جمالها التاريخي والاستمتاع بإطلالتها الخلابة على البحر والجبال المحيطة.
* القلعة في العصر الحديث:
رغم تعرضها لعوامل الزمن والزلازل، لا تزال قلعة المرقب تحتفظ بالكثير من تفاصيلها المعمارية الأصلية. وقد شهدت عمليات ترميم للحفاظ على طابعها التاريخي، وهي الآن مزار سياحي يجذب عشاق التاريخ وعلم الآثار من جميع أنحاء العالم.
قلعة المرقب ليست مجرد بناء حجرياً، بل هي شاهد على صراعات الماضي وروعة العمارة الدفاعية. إن زيارتها اليوم تعيد إحياء قصص الفرسان والمعارك التي دارت حولها، مما يجعلها كنزاً تاريخياً وثقافياً لا يقدر بثمن.
إعداد: ريم ديب