المرافق العامة في شوارع اللاذقية

الوحدة: ٣١-١-٢٠٢٥
قد يتنطع البعض متململاً من إثارة فكرة المنافع العامة في المدينة ضمن هذه الظروف العصيبة التي تمر فيها البلاد، مبرراً تململه أن التفكير في المرافق السياحية في هذا الوقت أمر غير منطقي، ناسياً أو متناسياً أن المراحيض العامة مرافق خدمية يتم إنشاؤها من أجل فك الحصار عن مواطني المحافظة أنفسهم، وآخر ما نفكر فيه اليوم إنشاء هكذا مرافق من أجل السياح الكنديين القادمين للتمتع بأشعة الشمس على شواطئنا.
مدينة اللاذقية، يعلم الجميع أن عدد سكانها يتضاعف نهاراً بسبب القادمين إليها من مختلف الأرياف والضواحي بقصد تسيير أمورهم المعاشية، الأمر الذي يجعل من إقامة هذه المرافق ضرورة خدمية في المدينة ولا سيما في بؤر الازدحام البشري كالكراجات المركزية، ودوائر تسيير المعاملات، والأسواق الشعبية الهامة، ولا نظن أن إقامة هذه المرافق يتطلب نقاشاً في تكاليفها الصغيرة وفوائدها الكبيرة، لاسيما أن البنية التحتية موجودة وجاهزة.
إنه لمشهد مضحك أن ترى أشخاصاً راشدين بالغين يسيرون في الشارع يتملمون في مشيتهم بأرجل مقوسة وكأنهم مصابون بالكساح، بينما بدت على وجوههم علائم الهم والتشوش التفكير، لكن المشهد المبكي أن ترى جدران الشوارع الجانبية وقد استحالت إلى أماكن يفرغ فيها أولئك الأشخاص همومهم في منظر يناقض أي شكل من أشكال الحضارة أو المدنية.
بين الجيران أضحت كلمة السر معروفة “جار هي رجعتي من السوق ” حين يتلفظ بها الجار لجاره المتربص به أمام الباب لفتح سيرة أبو زيد الهلالي معه يفسح له المجال للمرور فوراً لأنه يعلم تماماً أن أبا زيد الهلالي نفسه لا يحسد جاره على حالته هذه المرة.
نداء من طبيعة مختلفة نسمعه للجهات المسؤولة وتلبيته ليست بالعسيرة، فإن كان الجواب تجاهلاً للنداء ساعتها ليس على “المحصور” حرج، والحرج يضحي من نصيب القائمين على مظهر البلد الحضاري والذين يرتضون بعدم استجابتهم أن تتحول شوارعنا وجدرانها الى لوحات مرسومة بالماء والنشادر.
شروق ديب ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار