الوحدة:19-1-2025
بعيداً عن الشواطئ المعروفة على ساحلنا الطويل، والتي تحمل الكثير من المعاني الشهيرة، سواء على شواطئ مدينة طرطوس أو مدينة اللاذقية وشواطئها المتنوّعة، وجُل هذه الشواطئ كانت تتكئ عليها قرارات ظالمة من قِصص الاستملاكات وأشكالها الظّالمة، حيث نصل إلى أهم المطارح السياحية على ساحلنا الجميل، تحديداً على الكتف الساحلي لمناطق برج إسلام والصليّب، حيث نالت هاتان المنطقتان نصيباً مؤلماً جرّاء الاستملاك البحري وحرمان الأهالي من التصرّف بأملاكهم العقارية، أو الاستفادة منها على مدى عقود، وتركها عارية تماماً من أي تدخّل معماري أو سياحي خاص، لتبقى أشبه بصحراء يتخلّلها بعض الأحراج البرّية.
وكان في السابق قد تم زرع معمل لإنتاج الإسمنت أمام هاتين القريتين والذي استهلك الكثير من المساحات الشاطئية ذات الموقع الاستراتيجي لأي عمل سياحي بنّاء، وتم العمل في هذا المكان لعدّة سنين واضعاً أدخنته السّامّة على أنفاس السكّان وقاطني المنطقة، كما حصل ولازال في مدينة طرطوس عبر معمل الإسمنت الذي يقتل أهالي القرى المجاورة بالتقسيط المريح.
لكن شاءت الأقدار وتم إيقاف معمل برج إسلام، ليس حبّاً أو عطفاً على الأهالي، لكن المملكة المجاورة لهم المتمثّلة باستراحة أصحاب النظام البائد، لم يرُق لها وجود هذه الأبخرة جانبهم، لتبقى قِصص ومسلسلات الاستملاك قائمة، إلى جانب العديد من المباني والآلات الصناعية التي صُعقت بطرفة عين، ولازالت قابعة حتى هذه الّلحظة، حيث تم تمزيق عدّة مواقع من الشاطئ الصخري فتكوّنت حفر كبيرة وأخاديد غير صالحة لإقامة منشآت بسبب التضاريس القاسية الناتجة عن عمليات القضم، أضف إلى ذلك قيام الخارجين عن القانون والأعراف بسرقة جزء مهم من الشاطئ وجعله مرفأ صغيراً ليصبح منطلقاً وملاذاً آمناً لعمليات التهريب من وإلى البلاد، وبالتالي إبعاد أهالي البرج والصليّب عن ممتلكاتهم البحرية وعدم السماح لهم باستثمار أي متر منها يُعيلهم على حياة كريمة .. فهل آن الأوان لإعادة الحقوق إلى أصحابها بعد أن تم تحرير البلاد، وتدارك ما بقي من العمر في عودة المنطقة لمكانتها الطبيعية كشواطئ فريدة من نوعها، سواء في هذا المكان أم على شاطىء منطقة وادي قنديل وكذاك أم الطيور وغيرهم من المناطق والشواطئ المكبّلة بفنّ الاستملاك ؟!.
سليمان حسين