الوحدة 5-2-2025
هذا ما برعت أجهزة النظام البائد في ابتداعه، إنّه “الفساد” الغني عن التعريف والذي ارتبط اسمه باسم راعيه الأول، المجرم الفار بشار، حتى تحوّل منظومة عمل تغولت في البلد كسرطان نخر الجسد وتغلغل في أرجائه.
الفساد لدى النظام البائد، أولوية ملازمة للهوية، كبصمة الأصبع وملامح الوجه.
ونشط هذا الكائن المدمر لأعلى مستوياته كفيروس، في ظل اقتصاد منهك، بنك مركزي شبه فارغ، قطاعات: صناعية، زراعية سياحية، ألخ ..،مشلولة، امتدت إليها أذرعه، فجيّرتها لحسابه، مزارع للمنافع الشخصية والمحسوبيات والمحاصصة، معتمداً سياسة التجويع كمبدأ نضالي جديد تحت مسمى الصمود الكاذب، الذي طالما نادت به مستشارته الإعلامية وتحول فيما بعد لمادة من السخرية والتندر عن مدى الاستهزاء بالوطن والمواطنة، والمتاجرة بشعارات خلّبية، قدموها طعاماً للشعب، بينما ينعمون هم بالثروات التي وصل صداها جزر المالديف.
ذات مرّة طلبت وزميلتين معي لقاء أحد وزراء إعلام النظام البائد، شاكين باكين بعض ممارسات إدارة فرعية، فكان جوابه الحرفي “إن كنتم تشكون فساداً فهو متأصّل في سورية من أصغر دائرة لأكبرها”.
حقاً، إن لم تكن فاسداً فلن تكون قادراّ على حجز موطئ قدم لك، ستوضع على الرف، وتتهم بالتخلف والسذاجة والبساطة، لأنّك بكل بساطة لا تمتهن السرقة وتتعفف نفسك عن الحرام، ولأنك لا تواكب العهد البائد ستكون كائناّ غريباً قادماً من مقابر الجوع.
حتى من فٓهِم لغة الإشارة، والتقط تردداتها على مقياس الطغمة الفاسدة، ليس بمأمن، إذ يأكل الفاسدون بعضهم، وصولاً لأنفسهم، فما يرتشونه باليد اليسرى ومن تحت الطاولة، يأخذه منهم النظام البائد باليمنى، فهم ولاشك حطب لا يدرون متى يقدمون كبش فدىً، لأزلامه الذي يدّعون النزاهة، يسنون قوانينها في العلن، ويمارسون العكس في الخفاء.
خديجة معلا