بين الشـط والجبل…. عسلُ الكلام

العـــدد 9284
الإثنـــــين 4 شـــباط 2019

لأنه ليس أشهى من عسلِ الكلام إلا قطافهُ، ندخل بوابة الحلم، نكتب عن النيازك التي تهطل فوق صحراء أيمنا فتضيء جوانبها بالحب وتزين خصرها بالورد وعن أمنياتٍ ننتظرها على حافة الشوق عمراً وربما نيّف، لكنها تقترف إثمَ الغياب!

مخطئٌ هذا العالمحين يحددُ أعمارنا بالأيام والسنوات ويضع تواريخ ميلادنا في خانةِ الارقام وعلى الهوية الشخصية . .
مخطئٌ من يقول أننا كبرنا بعمر (الستين) ولا يلفتُ لطفل يعيش في داخلنا، لايزالُ يمتطي صهوة الحلم ويخبئ النجوم تحت وسادته ويحتفظ بقطعة (سُكّر) في جيوبه الخفيّة!!
مخطئٌ هذا العالم الواسع الذي يمسح فمهُ بعد كل قبلة خوفاً من تهمة الحب وفي الوقت ذاته يصنع أسلحة الدمار والفتك وينام على الحروب والويلات!
ولأنه ليس أشهى من عسل الكلام إلا قطافه، نكتب عن وجوهٍ غاصت في رمل الوداع لكنها لاتزال أسيرةً وحبيبة، وعن أرصفة لا تعرف الضجر ومدنِ من دفء، ومسارح لا تموت حتى لو مات أبطالها على الخشبة، ومقاهٍ من شعر ونثر، وقناديل حنين بعيدة . .
نكتب عن قمر الطفولة، وعلبة ألوان خشبية، كنا نختصر سعادة العالم كله بوجودها بين أصابعنا، عن ألوانٍ لم تعرف الزيف يوماً . .
لأنه ليس أشهى من عسل الكلام إلاّ قطافه، نتساءل: ماذا لو تساقطنا زهراً كمطر الربيع، ماذا لو أخلصنا لأيامنا، وكلماتنا، ومبادئنا؟
ماذا لو أضحت المسافات التي تفصلنا زورقاً من الأرصفة، وقصائد حبٍ لا تنام؟

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار