مُدرّس من بللوران ينطلق بمشروعه الخاص في صناعة دبس الرمان

الوحدة :23-9-2024

بعد أن اجتاح حريق ال٢٠٢٠ كل حقول وبساتين قرية بللوران، مخلفاً كوارث أدت لفقدان القرية ماعليها من أراض وبساتين، ومع صعوبة العيش وزيادة الأعباء كان لا بد، وبكل إصرار، من إعادة نسغ الحياة لتلك البساتين التي زال خضارها.

وكما الجميع عاود أستاذ مادة التاريخ ريمي صالح زراعة أرضه مستبدلاً أشجار الليمون التي قضى عليها الحريق بأشجار الرمان التي  تستغرق وقتاً أقل لتنمو وتعطي ثماراً.

ومع دخول شهر أيلول يبدأ المزارعون بقطف ثمار تلك الشجرة المباركة، ليقوم ريمي وانطلاقاً من تخطيطه لإقامة مشروعه بصناعة دبس الرمان محققاً بذلك مصدر دخل إضافي في ظل الوضع الاقتصادي الراهن الذي فرض البحث عن حلول فردية للتعامل مع هذا الواقع، وبمساعدة ودعم زوجته بقطف حبات الرمان، وهما المدرسان اللذان وجدا في مشروعهما فرصة مناسبة لزيادة دخلهما وتوفير مستلزمات الأسرة.

وعن مراحل تصنيع دبس الرمان يقول الأستاذ ريمي: بعد قطف الثمرات، تأتي المرحلة الثانية من مراحل تصنيع الدبس، حيث يتم فرطها ومن ثم عصرها، وبعدها تأتي مرحلة تصفية العصير من الشوائب وذلك على مرحلتين، يليها غلي العصير على نار الحطب، وقد يستمر حوالي ست ساعات حتى يصبح قوامه كثيفاً.

وعن تصريف إنتاجه ذكر بأنه يتم تصريف كافة  الكميات المتوفرة انطلاقاً من جودة دبس الرمان الذي يصنعه والسعر المنافس، حيث سعر الكيلو الواحد ٧٥ ألف ليرة. وأضاف أنه نتيجة لذلك ولنظافة ما يعده وطبيعية المنتج الخالي من أي إضافات، أصبح لديه زبائن حاز ثقتهم ينتظرون موسم الرمان للتوصية بكميات جيدة بما في ذلك زبائنه على صفحات التواصل الاجتماعي.

ولايقتصر عمل ريمي على صنع دبس الرمان، بل يتعداه إلى دبس الفليفلة وعصير التوت، وكلها منتجات منزلية خالية من المواد الحافظة ومن نتاح أرضه.

ويقول ريمي إن صناعة دبس الرمان أصبح لديه كتقليد سنوي محبب، فمع ساعات الصباح الباكر ومنذ الخامسة يوقد نار الحطب لغلي العصير مراقباً إياه، يحرك المغلي حيناً و يزيل الرغوة المتجمعة  من على الوجه حيناً آخر، يتابع اشتعال النار، وهكذا تستمر هذه الطقوس لحوالي الساعة الحادية عشرة ليصبح دبس الرمان جاهزاً، والذي يدخل في إعداد الكثير من الأطعمة المعروفة في المنطقة، فضلاً عن الفوائد الصحية التي يتميز بها.

 

نجود سقور

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار