مركــز صحــي متكامــل ومشغل خياطة في «بيت عانا»

رقــم العــدد 9380
 الخميس 4 تمــــــــــــوز 2019

كما هي استثناء بجمالها وسحرها، وبهوائها العليل، أيضاً فقد كان أبناؤها استثناء من حيث اهتمامهم ودأبهم على جعل قريتهم الأنموذج الذي يحتذى.
(بيت عانا) القرية الجميلة التي تبعد أكثر من 30 كم عن مدينة جبلة، والتي تمتد على مساحة جغرافية واسعة، تسابق الزمن في تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية لتغدو مكتفية كاملة..
في جولتنا على القرية التقينا رئيس البلدية م. إبراهيم سلوم الذي حدثنا: تم إحداث البلدية في القرية بداية هذا العام، لذلك فهي ذات إمكانات قليلة، ولا يمكنها تنفيذ مشاريع تخديمية، وتفتقر لمشاريع الصرف الصحي إذ لا تتجاوز نسبة المخدم فيها 20% وهو بحاجة لتجديد وهناك دراسة لإعادة تأهيل مشروع بطول 650م بانتظار إعانة المحافظة.
وأضاف: يتم ترحيل القمامة من القرية بواسطة جرار إلى مكب الدالية وهناك توسع عمراني كبير بسبب جمال القرية وموقعها السياحي والجغرافي وعودة المغتربين ودخول بعض المستثمرين في هذا المجال لذلك أهم ما تفتقر إليه القرية هو الصرف الصحي.
تخدم القرية ثلاث سيارات (سرفيس) من وإلى مدينة جبلة، المخطط التنظيمي قديم منذ 1998 وهناك توسع لكنه لم يُقر بعد، ورخص البناء تمنح مجاناً للشهداء والجرحى الذين تتعدى إصابتهم 80% وبالنسبة للطرق والشوارع بالقرية كان هناك عقد من العام الماضي استكمل هذا العام، وتم ترقيع وتزفيت كافة الشوارع والطرق بالقرية، وهناك مشروع بناء وحدة إرشادية لخدمة فلاحي ومربي الثروة الحيوانية، وفي القرية أيضاً جمعية فلاحية تقوم بأعمالها المعتادة ومخفر حراج.
هذا بالنسبة للبلدية، أما المشاريع والخدمات الأخرى التي شاركت فيها أيادٍ بيضاء خيّرة فقد خدّمت القرية بمشاريع عادت بالمنفعة المادية والاجتماعية على جميع سكان القرية والقرى المجاورة مثل المستوصف الذي أقيم بالتعاون مع مديرية صحة اللاذقية، والروضة بالتعاون مع مديرية التربية، ومعمل ألبسة خاص شغّل أكثر من 100 عامل وعاملة، والفرن الآلي والمدرسة الثانوية.
وبلقاء بعض الأهالي ذكرت السيدة جمانة رسوق أن القرية وبجهود الأيادي البيضاء والكريمة خدّمت بمستوصف وفرن آلي ومدرسة وروضة نموذجية تعتبر متميزة على مستوى المحافظة حيث تضم المدرسة كل المراحل التعليم (ابتدائي- إعدادي- ثانوي) وهي مجهزة بكل المستلزمات، وتمت صيانتها وتزويدها بكل ما تحتاج, تخدم قرى (بيت عانا- بيت العلواني- الخربة- بطشاح، خرايب سالم- دير الجرد- بسطوير) ويتم صرف مبالغ مجزية للمتفوقين بكل الصفوف والمراحل بما فيها الجامعية، إضافة لإحداث مشغل خياطة في القرية التي تحتاج فقط لشبكة صرف صحي، وزيادة المنشآت السياحية مثل المطاعم والمقاصف كونها منطقة سياحية جميلة.
خدمات صحية متكاملة
في المستوصف تحدثت الممرضة عفاف حسن: كما ترون، المستوصف عبارة عن مشفى مصغر يقدم ما بين 1700إلى 1800 خدمة شهرياً وحسب السيدة عفاف فإن المستوصف نفذ بالتعاون ما بين الصحة وأيادي الخير بالقرية حيث يزود هذا المستوصف بالأدوية وكل ما يحتاج، فمن حيث الأدوية تحتوي الصيدلية على معظم الأدوية الإسعافية: أدوية التهاب الأطفال- حديد- أدوية الصحة الإنجابية- الصادات- المسكنات- أدوية الحوامل- فيتامينات تغذية للأطفال وبسكويت عالي الطاقة وزبدة الفستق واللقاحات متوفرة، إضافة للقاح الكزاز للنساء في سن الإنجاب من 15-45 سنة، كما ويشارك المستوصف في حملات اللقاحات الوطنية (شلل الأطفال) إضافة لمشاركتنا في حملة اللقاح الإقليمية لمتابعة الأطفال المتسربين من اللقاح، ومتابعة لقاحات المدرسة الدورية، ومتابعة الطفل السليم والمريض من حيث الوزن والقياس فيتم إعطاؤه فيتامينات وبسكويتاً..
في المستوصف أيضاً قسم للصحة الإنجابية يحتوي على جهاز إيكو حديث لمتابعة الحوامل ومرضى الداخلية، ويقدم موانع الحمل مع إجراء اللطاخة وقياس الوزن والضغط للحوامل ومتابعتهن حتى الولادة مع تقديم حبوب الفيتامينات حمض الفوليك والحديد، وإجراء الفحص الذاتي للثدي، كما توجد في المستوصف عيادة أسنان تقدم خدمات علاجية، وفي المخبر يتم إجراء تحاليل السكر والخضاب والزمرة وسرعة التثفل والبول تفاعل الحمل.
كما وينفذ المستوصف جولات منزلية للتثقيف الصحي عن الأمراض الوبائية (كبد- لشمانيا) للتعريف والتوعية حول مضار التدخين وبعض ممرضات المشفى خضعن لدورات تدريبية مثل السّل لمتابعة الإصابات إن وجدت ودورات حول الصحة النفسية، ويقوم المركز بتحليل عينات المياه في القرية، ومتابعة صلاحية المواد الغذائية الموجودة في المحلات وتاريخ صلاحيتها بشكل دوري.
وذكرت الدكتورة عفيفة حميد حاج حسين أن المستوصف يحتوي على كادر مؤلف من طبيب عام وطبيب أسنان وثلاث قابلات و32 ممرضة وفنيين إثنين صحة وبيئة يخدم المستوصف القرية وكافة القرى المجاورة…
كما ويملك المستوصف جهاز رذاذ لمرضى الربو التحسسي وأجهزة وتخطيط قلب وإيكو وعيادة داخلية وقسم ضماد، إضافة لسيارة إسعاف من تبرعات أيادٍ خيرة في القرية تخدم المستوصف إضافة لعملها تقوم بنقل جرحى الجيش يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع إلى منطقة إشراف جبلة لاستكمال جلسات العلاج الفيزيائي كما ويحتوي المستوصف على معقمة جافة.
وفيما يخص نواقص المستوصف فهي تشمل أدوية المسنين (ضغط- سكر) إذ ليس من المعقول أن يضطر المريض للذهاب إلى منطقة ثانية أو قرية أخرى للحصول عليها ما يرتب عليه مبالغ إضافية وأجور تنقل فلماذا لا تكون لدينا فنقدمها للمريض؟
ويحتاج المستوصف إلى فني مخبري وجهاز تحليل كيميائي وتزويد المستوصف بكرسي أسنان لأن الموجود حالياً قديم مستعمل وهو يتعطل باستمرار، وطبعاً البناء وكل ما يحويه تقدمة من بعض الأهالي وذوي الأيادي البيضاء.


مشغل خياطة
بالانتقال إلى مشغل الخياطة الذي أحدث منذ عامين ذكرت الآنسة فندي أن المشغل أحدث لخدمة أهالي القرية إذا استوعب 100 عامل وهم الآن يتقاضون أجوراً جيدة وتم تسجيل نحو 20 منهم لدى التأمينات الاجتماعية ونقيم دورات تدريبية مأجورة للعاملين حول القص والتفصيل والخياطة والتطريز والليزر والطباعة والكحت،
بالإضافة للمحاسبة وهناك مكنات لكل اختصاص وهي حديثة جداً والمشغل يعمل في مجال الجينزات.
ولدى لقاء العاملات ذكرت السيدة ريم حمود وهي ربة منزل: كنت بحاجة للعمل وتحسين وضعي المادي وملأت وقت فراغي وأساعد زوجي بمصروف المنزل..
العاملة حسنا رسوق: كنت أعاني من الفراغ والروتين اليومي إضافة لقلة ذات اليد فكان المشغل بالنسبة لي فرصة العمر حيث وفّر لي العمل وهو بجانب منزلي واكتسبت معارف ومهارات وخبرات جديدة حول الخياطة وزيادة عن تحسن وضعي المادي.
منى محمد: مراقب جودة وهي ربة منزل – لدي أربعة أطفال بالدراسة لم يكن هناك أي راتب أو مورد رزق- عملي هنا حسّن وضعي المادي والمعنوي وكون المشغل في القرية فأنا مرتاحة من دفع أجور النقل والذهاب للمدينة بحثاً عن فرصة عمل…
يذكر أن المشغل يوفر وسيلة نقل مجانية تنقل العمال من وإلى العمل.
تشذيب الغابة
في مدخل القرية من جهة الدالية تمت تسوية جدران صغيرة للغابة وجانب الطريق ومدرجات وتشذيب أشجار الأرز وطلائها وتنظيم المدخل وإنشاء قوس كمدخل رئيسي للقرية ولناحية الدالية ما أضفى على الغابة منظراً جميلاً وأخاذاً وقد قام السيد اللواء إبراهيم خضر السالم محافظ اللاذقية مؤخراً بتدشين قوس النصر على مدخل البلدة ومازالت الأعمال الإنشائية مستمرة لتجميل المنطقة وتنظيمها…
وفي المكان أثنى جميع من التقيناهم على هذه الأعمال التي زادت من جمال المنطقة ونظمت الدخول إلى الغابة وسهلت على السياح والزوار عملية السير والمشي واستخدامها للتفيؤ بظلالها والاستمتاع بهوائها من خلال عمل المدرجات والمصاطب والصور المرفقة توضح ما آلت عليه الغابة على مدخل القرية.
خدمات الكهرباء والماء
وحول الكهرباء والماء: ذكر أهالي القرية أن شبكة الكهرباء تغطي القرية بكاملها إلاَّ في حال حدث توسع عمراني أو إنشاء بيت جديد خارج القرية.
والماء يضخ للقرية أسبوعياً ويقسم ويوزع بحسب الحارات كل حارة ما بين ساعة ونصف وساعتين وفي القرية عدة ينابيع يستفيد السكان منها في ري مزروعاتهم لكن يعاني السكان من بعض الانسدادت في الشبكة وهناك خطة لاستبدال 800 م وتعالج مؤسسة المياه كل الأعطال بشكل دوري.
وجميع أهالي القرية وجهوا الشكر للأيادي البيضاء في القرية التي ساهمت ومعها الجهات الرسمية في المحافظة في توفير الخدمات للأهالي وركزوا على ضرورة تخديم القرية بشبكة الصرف الصحي إضافة لصيانة وترقيع الطريق الواصل بين القرية وقرية بسطوير كونه يعاني من الحفر وهو طريق حيوي للغاية تسلكه السيارات بأنواعها.

آمنة يوسف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار