حسابات الحقل لم تتطابق مع البيدر لدى فلاح جبلة.. وغلاء مستلزمات الإنتاج والظروف الجوية السيئة أرهقت كاهله

الوحدة:30-5-2024 

حسابات الحقل لم تتطابق مع نتائج البيدر لعل هذا المثل هو الأمر الذي يمثل الحال الذي وصل إليه الفلاحون في جبلة وأما الأسباب التي أوصلتهم إلى هذا الحال فهي كثيرة ومنها الظروف الطبيعية التي سارت بعكس ما يتمنوه، ولاسيما عندما نتحدث عن الأمطار الكثيرة التي هطلت في هذا الموسم وعن موجة البرد التي حدثت مؤخراً والتي أصابت العديد من المحاصيل (الزيتون والقمح والتبغ والكرز والتفاح…) بأضرار كبيرة، أضف إلى ذلك عدم توفير مستلزمات الإنتاج (المازوت – الأسمدة…) بالكميات المناسبة وبيعها بأسعار عالية زادت من تكاليف إنتاج مختلف المحاصيل التي تزرعها المنطقة.
* انخفاض في إنتاجية القمح:
علي الدخيل رئيس جمعية رويسة الحجل الفلاحية قال: إن الزراعة أضحت موضع معاناة حقيقية للفلاح معطياً على ذلك القمح مثالاً حيث أدت الأمطار التي هطلت إلى غرق الزرع لدرجة أن الكثير من الحقول لن يتمكن أصحابها من حصادها وأن البعض الآخر سيقوم أصحابها بفلاحتها وأن ما سيتم حصاده من هذه الحقول سيكون بإنتاجية لا تتجاوز الـ 50 كغ في الدونم بعد أن كانت التوقعات تشير إلى حصاد 200 كغ من الدونم الواحد.
وأضاف الدخيل بأن ما زاد الأمر صعوبة هو الارتفاع في مختلف مستلزمات الإنتاج ولاسيما المازوت الزراعي الذي لم يوفر بالكميات الموعودة من الزراعة، وهو الأمر الذي زاد من أجور الحصاد والدراس التي وصلت إلى 250 ألف ليرة، وحجة أصحاب الدراسات والحصادات جاهزة وهي شراء المازوت من السوق السوداء؟
* تعويض غير عادل:
وفيما أشار رئيس الجمعية إلى أن التعويض عن الأضرار التي تلحق بالمحاصيل الزراعية هي ضحك على اللحى لكونها لا تعطي من الجمل سوى أذنه حسب قوله، فقد دعا أصحاب الشأن والقرار إلى إرسال لجان فنية إلى حقول القرية لمعاينتها وإعطاء الفلاح نصف قيمة التكلفة التي تحملها، مؤكداً أن عدم الاكتراث لحال الفلاح سيجعله يقلع عن الزراعة لكونه لا يستطيع تحمل الخسارات المتتالية التي تلحق به في مختلف المحاصيل، مشيراً في جانب متصل بمحصول القمح إلى أن السعر الذي وضع من الحكومة كان مقبولاً نسبياً فيما لو كان الظرف الجوي جيداً وتم تأمين المازوت الزراعي بالكميات الموعودة من الحكومة والتي لم تؤمن في وقتها المحدد.
*زيادة في تكاليف الإنتاج:
في ذات الاتجاه أشار حمزة حسن رئيس جمعية سيانو الفلاحية إلى أن وضع محصول القمح وسط وأن إنتاج الدونم في سيانو لن يتجاوز الـ 100كغ وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي حولت الحقول في معظم أشهر هذا العام إلى مستنقعات، أضف إلى ذلك غلاء مستلزمات الإنتاج بشكل كبير (الأسمدة وأجور الحصاد والدراسة) وقلة الإنتاج داعياً لتأمين المازوت اللازم للحصاد والدراسة رأفة بالفلاحين الذين يقعون تحت رحمة أصحاب الدرّاسات والحصّادات الذين زادوا أجورهم بدرجة كبيرة، مقللاً من إمكانية الاستجابة لطلب الفلاحين الذين تعودوا على الإجحاف في حقوقهم ولاسيما لناحية التعويض عن الأضرار التي تلحق بهم، والتي شملت في هذا الموسم معظم المحاصيل (التبغ والزيتون وغيرها من المحاصيل…) حيث لم تتجاوز مبالغ التعويض عن الأضرار التي لحقت بالحمضيات الـ 107 آلاف ليرة سورية عن الدونم الواحد في وقت كانت الأضرار التي لحقت بالفلاح تزيد عن هذا المبلغ بكثير.
* أضرار كبيرة بالزيتون:
أما جميل العتيري رئيس جمعية الثورة الفلاحية فقال بأن الأضرار التي لحقت بمحصول الزيتون كانت كبيرة وحصلت بعد عقد الثمار نتيجة للبرد الذي حدث وأودى بمعظم الثمار دون أن تأتي لجنة من الزراعة لمعاينة الوضع وتقدير الأضرار والتعويض على الفلاح، مؤكداً أن ما يقال عن الزيتون يقال عن الكرز في قرى بسمالخ وبشيلي وغيرها من القرى، وكذلك التبغ في معظم قرى الريف الجبلاوي، حيث أدى غلاء الشتول نتيجة لعدم توفرها حتى من مؤسسة التبغ وذلك نتيجة الرطوبة التي أثرت على المشاتل إلى قلة الشتول وقلة الزراعة مقارنة بالمواسم السابقة لتأتي موجة البرد وتقضي على معظم ما تم زراعته من هذا المحصول الهام في المنطقة.
* خطة لم تنفذ لزراعة القمح:
وما أتى عليه رؤساء الجمعيات الفلاحية أكدته مصادر الرابطة الفلاحية في جبلة التي أشارت إلى أن خطة زراعة القمح هذا العام لم تنفذ بالكامل وذلك نتيجة الأمطار المتواصلة التي هطلت هذا الموسم والغدق والغرق الذي أصاب الأراضي الزراعية والذي لم يتمكن الفلاح في المنطقة من زراعة أراضيه بالشكل المطلوب، حيث لم تتجاوز المساحة المزروعة ال 7000دونم من أصل المساحة المخططة البالغة 9000 هكتار.
وأشارت ذات المصادر إلى أن الإنتاج المتوقع من المساحة المزروعة هذا الموسم لن يتجاوز الـ 750طناً وذلك مقابل 2700 طن أنتجتها المنطقة في الموسم الماضي.

وبينت أن الظروف الجوية أتت أيضاً على معظم المحاصيل التي تسود في المنطقة (التبغ، الكرز، الزيتون…) داعية إلى التحرك الحكومي للتعويض عن الأضرار التي لحقت بالفلاح نتيجة لهذه الظروف.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار