الوحدة:26-5-2025
يبدو أن قسوة الحياة خلال هذه المرحلة وتشعّبات الأسعار التي بدأت تنال من غالبية السلع حتّمت على الكثيرين التفكير بتغيير أنماط حياتهم على عدّة مستويات، خاصّة في الأرياف والقرى البعيدة، وباتت الأسر تتجه نحو خطط اقتصادية ولو بالحدود الدنيا تعمل على ” فرملة ” الاستهلاك المتزايد بدون تغطية مالية تساعد وتدعم الواقع المعيشي الطبيعي للأسر، وقد بدأت مؤخراً ثورة على الذات تحديداً ممن هاجمهم التقاعس عن الحياة القروية الطبيعية بحكم الوظيفة، فقد عاد الكثير منهم نحو إنعاش عجلة تربية الدواجن والاهتمام بها كمشروع صغير يقدّم وجبة اقتصادية معقولة في وجه الهيمنة السعرية على أسعار البيض التي لا رادّ لها، وأخذ الغالبية من سكان القرى يعيدون بناء تلك المنازل الصغيرة الخاصّة بهذه الطيور ويعمدون على إنشاء شبه مزرعة محاطة بالشباك الحديدية أو بواسطة القصب الوافر الذي يلتهم مساحات كثيرة من أطراف السواقي وهو الطريق الأمثل لتلك المشاريع الصغيرة بعيداً عن شراء متر الشبك المعدني بأكثر من ٢٠ ألف ل.س، حيث يقدّم هذا الإجراء رونقاً وشكلاً جميلاً لتلك المساحة الصغيرة وجعل تلك الطيور مجبورة على العيش داخل تلك المملكة القصبية للحدّ من شغبها وتخريب الخضراوات المنزلية التي عادت أيضاً كما عاد الدجاج وبعيداً عن تربّص (ابن آوى)، وهذه العدوى أصابت سكّان المدينة أيضاً ممن يمتلكون حيازة صغيرة جانبية أو على الأسطح، وبدأت هذه المهنة الجديدة من تربية دواجن تتطور إلى جانب الزراعات الفلّينية التي أخذت تغزو أفكار الكثيرين، وبالتوازي، ظهرت العديد من التجارب الزراعية عبر عبوات بلاستيكية أو فلينية نتائجها كانت مقبولة قياساً بتواضع المكان .. وهذه الأفكار بالمُجمل، أفضل من التشاركية الجديدة للقطط والكلاب الفرنجية وأفراد الأُسر داخل المنازل.
سليمان حسين