المراكز الصحية تفتقر للخدمات الطبية وتكتفي باللقاحات

الوحدة: ٢٤-٥-٢٠٢٤
عند ذكر المراكز الصحية (المستوصفات)، يتخيل للجميع أنه مكان يُقَدم فيه الكثير من الخدمات الطبية التي تساعد المواطنين في الأرياف كونها بعيدة عن العيادات والمستشفيات، من خلال الإشراف على الوضع الصحي للمرضى ومراقبة حالتهم المرضية. ولكن الواقع معاكس تماماً لهذا التخيل، فالمراكز الصحية في كافة أرياف محافظة اللاذقية لا تقدم سوى لقاحات الأطفال، كما أنها تفتقر لجميع أنواع المستلزمات الطبية المعقدة والبسيطة منها كالكحول والضمادات ومواد الإسعافات الأولية وغيرها.
“الوحدة ” التقت رئيسة برنامج الصحة العامة د. وفاء حلوم للاطلاع على الواقع الصحي للمستوصفات الحكومية في الأرياف، وكيفية تطويرها و الأسباب وراء فقرها خدمياً، حيث قالت: هناك ثلاثة تصنيفات للمراكز الصحية (أ ، ب ، ج)، فالمركز ( أ ) يقدم خدمات لقاحات ورعاية طفل وصحة إنجابية تضاف لهذه الخدمات عيادات طبية كأسنان وعيادة مسنين وسكري في الفئة (ب)، أما مركز الفئة (ج) فتشمل جميع ما ذكر سابقاً بالإضافة إلى مخبر وصيدلية، ودائماً التصنيف يتبع لعدد السكان المخدمين. من هنا يجد المواطن خدمات متوفرة في بعض المراكز وغير متوفرة في أخرى، فقد تم وضع هذا النظام من قبل وزارة الصحة. وبينت د. حلوم أنه بالنسبة للاستهلاكيات من ضمادات وقطن وكحول وخدمات وقائية وأدوية فالتمويل جميعه وزاري، وجميع المواد الطبية هي استجرار وزاري وتوزع بحسب التخصصات، فالمركز الذي لا يتواجد فيه طبيب لا يوزع له دواء علماً أن هناك أكثر من ثلاثين مركزاً بدون طبيب بشري، والأسباب تعود لقلة الأطباء بسبب الهجرة والاستقالات والإجازات بدون راتب أو لقلة الاختصاصات أو لبعد المراكز عن مكان سكن الطبيب وعدم توفير المواصلات، وأكدت د. حلوم أن المركز هو للرعاية ولا يحتاج لطبيب إنما للممرضين والقابلات والمخبريين وفني صيدلية، لذلك لا يتم تزويد هذه المراكز بأدوية للمسنين أو السكر أو الالتهاب كونه بحاجة لوصفة طبيب، حيث يتم استثمار الأطباء بحسب بُعد المركز وعدد سكان المنطقة.
أما فيما يتعلق بالأدوية فتحدد على ضوء ما تصرف الوزارة من كميات وهي لا تلبي جميع الاحتياجات بذلك لا يتم توزيعها بالتساوي وإنما بحسب عدد المرضى المسجلين في المراكز أي أن المركز الذي يحوي عدداً كبيراً من المرضى يقدم له كمية أكثر من المركز الذي عدد مرضاه قليل ومع ذلك لا يحصل الجميع على الدواء كون الكمية محدودة. في سياق متصل، فإن جميع المراكز بكافة المناطق تتبع لبرنامج اللقاح لأنه في حال عدم إعطاء الأطفال اللقاح هذا الأمر يسبب وباء، لذلك تؤمن اللقاحات لجميع الأطفال، كما تؤمن الرعاية للخدج والأطفال كافة ولأمهاتهم في هذه المراكز والوزارة مسؤولة عن تأمين اللقاح بشكلٍ مجاني و آلية النقل والتبريد ومستلزماته كافةً، وفي المناطق البعيدة عن المركز يتم تأمين فرق جوالة لتلبية هذه الخدمة.
بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار