الوحدة : 21-5-2024
مع الدخول إلى عالم الصيف، معاناة واستغاثات تكشّفت بشكل مُبكر، انتشار وتحرّكات على الأسطح وجميعها تبحث عن الماء داخل الخزّانات التي بدأت تُعلن الإفلاس مع ظهور ملامح الصيف، الكثير من المناطق أخذت تستعين بالصهاريج، هناك بوادر عدم جدوى وثقة من حلول المعنيين بالوضع المائي ضمن المحافظة، في وقت أكرمتنا السماء بمخزون استراتيجي حدّثنا عنه بوضوح نبع السن وسد 16 تشرين وبعض الينابيع الرافدة.
لذلك لا بُد من الوصول إلى الحلقة المفقودة ضمن هذا الإطار، فالضابطة المائية بدأت عمليات البحث عن المخالفات لردعها، ومواطن الضعف والأعطال يتم استدراكها تباعاً، أضف إلى ذلك أعمال وتطورات ظهرت في هضبة عين البيضا وكذلك خزّان بسنادا، ومحطة تصفية سد 16 تشرين لدعم مياه الشرب، أي أن هناك بوادر تنبئ بالخير والوفر المائي، فهل هذه المعطيات والحلول الداعمة تبخّرت؟ أم أن البكاء على ضعف الطاقة والإمكانيات باتت شمّاعة يمكن الاتكال عليها عند أي تجربة خدمية تُعد من أهم مفاصل البقاء والاستمرار؟، في وقت أصبح القاصي والداني ومنذ سنين مضت يعلم أن الصيف هو المقياس والحكم بالنسبة للواقع المائي ريفاً ومدينة.. هناك تحركات مسؤولة تجري على نطاق الريف عبر دعم ورفد القرى والتجمّعات بخطوط جديدة وكذلك مضخات مناسبة، لكن لا يمكن إهمال قلب المدينة والأحياء السكنية المكتظة، وبالتالي يمكن العمل على عدّة جبهات، فالمدينة بحاجة فقط لعمليات ضخ مناسبة بالتزامن مع التغذية الكهربائية وبرامجها المدروسة، لكن أن نبدأ الصيف بضعف عام فهذا أمر غير جيد ولا يدعو للتفاؤل، وعمليات شراء المياه لا يمكن ممارستها كثيراً، فهي مكلفة ومجحفة وجيوب العطشى غير قادرة على هذه الأحمال الإضافية، لأن سوء المعيشة والضغوط الحياتية وضعت الجميع ضمن بوتقة الظلام الدامس ولا يمكن التجوّل خارجها بعيداً.
فهل تتحرّك جبهات العمل داخل مؤسسة المياه وتسيطر على الوضع وتبحث عن مواطن الضعف في الشرايين والأوردة التي تغذّي بعض مناطق المدينة والأحياء، فأرض الواقع وأسطح الأبنية هما الخبر اليقين؟
بالمناسبة، لا بُد من ترك (ثغرة صغيرة) جانب السد الرسمي للوصول إلى المكتب العريض لوضع صورة حقيقية عن الواقع.
سليمان حسين