الوحدة : 16-4-2024
– التابوت كالأرض لا يموت، نحمله على الأكتاف، فيما الأرض ندوسها.
– كم من نائم بعض نومه كالصّحو. إنها ساعة الصّفر المسائية التي تدور بطاحونتها الحجرية كلّ يوم، وحين تشتدّ الهموم، فهي لا تتوقف إلا عند ساعات الفجر الأولى.
– ديك يصيح في غير وقته، ومسافر يمشي للوراء.
الاثنان على غصن غبار طريق وطلع.
– يحفر اسمه في كومة قشّ، يصير للقشّ اسم آخر، ويبقى هو بلا اسم. لكنه مازال مع آخر قشّة يحفر ويدوّن.
– ينفخ في النار لإطفائها ولا يقتنع. يفتش في نفسه وينسى أنه عود ثقاب.
– دروب قريتي وعرة متعرّجة، والأشجار على جنباتها تقف في يقظة تامة، وكأنها على موعد مع مسافات التاريخ.
سأسمي قريتي: (التاريخ)، وسأطلق على التاريخ اسم (قريتي).
– في يوم ماطر: ألقيت مظلتي واعتذرت، فأنا لم أسأل المطر عن مظلة تناسبه.
– مروري يطلق صافرته بكل اللغات، ويجمع اللحظات فيمنحها لهذا وذاك، ثم يصافح الهواء.
أما أنا فبلا مرور، وأكتفي بتقليد الصّافرة.
– المجانين يعملون بجنون، والعقلاء يتسكّعون!
– كثيرون لا يهمهم لو انحنت الجبال وتساقطت قممها، وأقلّ من عاديّ لو احترقت الغيوم وسبحت الأسماك في الهواء، فالاستهتار المكدّس فيهم كالجدار السّميك يحجب كلّ شيء.
سمير عوض