بين الشـط والجبل.. شـَغـَفْ

العدد: 9372

24-6-2019

ماذا لو صحونا وكلنا أجنحة.. ماذا لو طار بنا الهواء مثل تلك البالونات الملونة، نترك همومنا وراءنا بعض الوقت، ونحلّق غير آبهين إلا بطفولتنا العابرة كسحابة صيف!
هل نحتاج إلى أعمار إضافية لنعيْ أنَّ الكلام الذي ينفلتُ منه الصمت قد ينكسر، وأن الورود في (الأصيصْ) لا تشبه ورود الحديقة، وأننا لا نجيدُ الاحتفال بأحبتنا إلا إذا فارقناهم أو التقيناهم صدفة . .
أيُّ لغةٍ نتصالحُ فيها مع ذواتنا . . بأيّ الحروف نكتب والصدأ يعلو مفاصل الكلمات والشيبُ يغزو الورق . .
أحلامنا . . لا تشبه تلك المدن الغارقة في ثرثراتها وأوراقها النقدية وأرصفتها الهاربة صوب النوم والضجر . .
أحلامنا . . قصيدة خضراء ترشُ العطر على قمصانها وتشاكسُ رائحة الطين في الحقول البعيدة . .
نلملم بقايا الفجر المتعب في أوراقنا . .
نتزين لمطرٍ يطلّ برأسه من نافذة القلب . .
نترقب آخر ما تبقى من حبرٍ وشغف . . وبساقٍ مكسورة نراقص العاصفة، ونزهر فوق خاصرة الوقتِ أسماءً، ووجوهاً وعناويناً لا تعرف الزيف أو المكر . .
تسألنا أقلامنا . . من أين نأتي بوردة الحب ونحن في الربع الخالي من صحراء العمر . .
من أين لنا كل هذه اللهفة التي لا تموت!

منى كامل الأطرش

تصفح المزيد..
آخر الأخبار