الوحدة : 2-4-2024
من يعطينا سماءً بحجمِ طيور أحلامنا المهاجرة…
من يوقظ فينا جمرَ شوقٍ قاربَ على الانطفاء!!
نخافُ من تجاعيدَ صغيرةٍ فوق جباهنا وننسى شروخاً كبيرة في الروح.. وشيخوخة مبكرة لأمنياتنا التي كانت ذات يوم هي كل الحكاية!!
من يعيد إلينا ثقتنا بالاخرين.. بعد سلسلةٍ من الخيبات المتتالية..
من يكتبُ عنا إن تصدعت أقلامنا..
أي مرثيةٍ تليق بقلوبنا الحزينة..
نحن أصدقاء الشعر.. وعشاق المسرح.. وأحبة المقهى القديم.. وصوت فيروز في صباحات أيلول.. هناك حيث يتصافح الأبيض مع الأسود.. ويصير للحزن وقع آخر في أعماقنا..
نحن أصدقاء المطر.. ومظلات الحنين.. والشرفات التي تطالع جرائد الحنين كل صباح…
من يصالح بعضنا على بعضه.. ويحكي للموج قصة السنونو الذي عاد خائبا حين اكتشف أن كل الفصول أضحت شتاء بارداً..
من يعيد إلينا طعم قهوتنا القديمة!!
وحروفِ أسمائنا التي نسيناها في زحمة مشاغلنا اليومية..
ووجوهنا الهاربة من زيف المجاملات..
من يكتبُ لغاباتِ الفلِ في أعماقنا..
برداً وسلاماً..
أيها العمر الذي مر كبائع جوال..
وضع أجمل أيامنا في كيس فوق ظهره.. ومضى!!
منى كامل الأطرش