الوحدة : 2-4-2024
قبل ساعة من ارتفاع أذان الفجر، يسمع في بعض الأحياء صوت المسحّراتي وهو ينادي “يا نايم وحّد الدايم” ليوقظ الصائمين لتناول وجبة السحور،
يعتبر المسحراتي موروث شعبي وجزءاً من عادات وتقاليد السوريين. ومختلف المحافظات والبلدان في شهر رمضان المبارك تطلق تسميات متعددة للمسحراتي:
المفلح، النفار، المسحر، أبو طبلة… عُرف بها المسحراتي عبر مراحل مختلفة، كما عُرف بصور ومظاهر متنوعة بين الدول العربية والإسلامية، سواء من حيث الترديدات الكلامية، أو من ناحية هيئته وأدواته، والتي منها الطبلة والطاسة والمزمار والدف.
يمسك المسحراتي عصا مصنوعة من الخيزران، وبيده الثانية يمسك طبلة صغيرة مصنوعة من الفخار ومكسوة بجلد الماعز، ، ويدق بعصاه على أبواب الأشخاص الذين يعرفهم وبعض من كلفه مسبقاً بهذه المهمة.
وقبل أن يرتفع الأذان بدقائق، يدق المسحراتي على باب الجيران شرب كوب من الماء قبل بدء موعد صيام يوم جديد.
وقد يحملُ المسحراتي بيده أحياناً سلّة من القش أو حقيبة من القماش لوضع ما يقدم له من طعام من الصائمين.
لا يخفى على أحد ان هناك بعض المتطفلين على هذا التقليد ممن يجوبون الشوارع لتقليد المسحراتي.
وعلى الرغم من اعتقادنا بأن عمل المسحراتي سهل وأي شخص يستطيع القيام به إلا أنه السهل الممتنع ويحتاج إلى مهارات معينة من صوت مقبول لدى أذن المستمع و قدرة على اختيار العبارات المناسبة ومعرفة بأسماء أهالي الحي وتمتعه بلباقة في إيقاظ الصائمين مع الدق على الطبلة بطريقة جميلة وبعيدة عن الصخب والإزعاج.
نيفين أحمد