الوحدة: 20-3-2024
كعادته فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية يسهم في رفد الحركة الأدبية والفكرية والثقافية بمحاضرات نوعية تحرَض عقل المتلقي، وتترك العنان لخياله من جهة، ولتحليله واستنتاجه من جهة أخرى. وهذا حال المحاضرة التي ألقتها الدكتورة غيثاء قادرة، بعنوان” قراءة الخطاب الشعري”.
في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما ورد في المحاضرة من مضامين أغنت الموضوع المطروح..
الشعر في معناه اللغوي هو كل كلام موزون مقفى يقوم على التركيز والتكثيف مظهراً العنصر الوجداني تصويراً ووصفاً وتعبيراً، معتمداً المجاز والخيال عما يجول في النفس، بهذا التعريف استهلت الدكتورة غيثاء قادرة محاضرتها وسط حضور مهتم في قاعة الأنشطة بمقر الاتحاد، وشرحت بعد ذلك مفهوم وتعريف الخطاب في الشعر العربي الذي يشكل خروجاً عن مألوف القول في تركيبته البنيوية والدلالية، لأن شعريته لا تكمن في أسلوبه فحسب، بل في دلالته التعبيرية والرمزية، وعليه فلا تبرز قيمة الخطاب الشعري إلا بقراءة نقدية تعيد إنتاجه في نص يحايث الأصل، ويعيد تشكيله كاشفاً عن المضمرات النسقية الكامنة في شيفراته النصية، إذ ينتظر من القارئ الفعال الخطاب من حالة الغياب إلى حالة الظهور، وولوج كوامنه من مدخل المجاز في اللغة، ودوائر الخيال والتخييل، قبضاً على اللغة التي تتعدى تبليغ القارئ المعرفة والفكرة والمعنى إلى إنتاج أفكار وقيم ومعان تجلي هوية النص، وشعريته على قد يجمع القراء عليها، ويختلفون في القيمة الفنية والجمالية لها، وفي درجة تفاعلهم معها، وبناء على ذلك فقد استوجب الخوض في جملة الجوانب المتعلقة برحلة القراءة، وهي مجموع عمليات التحليل المختلفة التي تستغرق تطبيقات الخطاب الشعري، وتشتغل عليه توصيفاً وشرحاً وتفسيراً وقالت د.قادرة : يتناول الدارسون الخطاب بالنظر إلى لغته الشاعرة، لكنهم اختلفوا في استكناه الرمز اللغوي انطلاقاً من نطاق الحرية التي تتيح للشاعر توظيف اللغة بالصورة التي تستجيب لرؤيته الفنية، ويتحدد معها طابعه الأسلوبي غير أننا يمكننا أن نستجلي أهم المستويات التي يمكن للدارس من خلالها أن ينظر إلى الخطاب فمن قراءة لبنية الخطاب إلى قراءة لإشاراته وسيماء علاماته، إلى قراءة تفكيكية لطبقات النص، وصولاً إلى قراءة للنسق الذي يستشف البعد الثقافي خلف الخطاب الشعري، كما طرحت د.غيثاء فكرة القراءة في منظور اللسانيات البنيوية على بساط البحث مدعمة بالشروحات والشواهد، متناولة القراءة السيميائية للنص والتفكيكية، ونظرية القراءة والتلقي، لتختم الأديبة د. غيثاء قادرة محاضرتها قائلة: يبقى النص الأدبي مفتوحاً على عوالم عديدة ورؤى وآفاق، وتبقى رؤية القارئ (الناقد) بخفايا النص رهن الثقافة التي يمتلكها، رهن القراءات التي صقلت رؤيته وتوجهه، وأنتجت نصاً يوازي في نسيجه اللغوي(الفكري) ما أبدعه الشاعر هو النص الموازي للمنتج الأول ليغدو النص الناقد منتجاً ثانياً للمنقود ونضيف: أن كل نص قابل لأن يقرأ وفق مختلف الآليات النقدية والاتجاهات والمناهج.
رفيده يونس أحمد